قطنة...جدة من بلدي

قطنة...جدة من بلدي

قطنة أمرأة اردنية تعيش على أطراف البادية، طويلة القامة، ممشوقة القوام، على ذقنها "سيًالة" و علي ظاهر يديها وشم على شكل نقاط؛ ثلاثة في خط فوق كل اصبع.

انجبت هذه الجدة ثلاثة اولاد، توفي اثنان منهما بسبب الاسهال في الاربعينيات من القرن الماضي، و عاش لها ولد وحيد، أطالت شعرة و جعلت له ضفائر لتقيه من حسد " النسوان".

كبر ابنها واشتغل بالزراعة و تربية الاغنام، و تحسن حاله و تزوج وانجب ٦ بنات و ولد ذكر وحيد.

كانت قطنة تسمي هذا الولد " الدكتور" على اعتبار ما سيكون، و ذلك بعد ان التحق بمدارس الثقافة العسكرية ثم لنباهته بمدرسة من مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز.

تقدم " الدكتور" قبل عشرة ايام مع من تقدموا لإمتحان الثانوية العامة، و يعتقد هو و تعتقد "قطنة" انه " سيجيب معدل عالي"، و يتقدم لكلية الطب في الجامعة الاردنية.

لا تعلم فطنة، و لم يخبرها احد عن السنة التحضيرية في كلية الطب، وان التحاق " الدكتور" في السنة التحضيرية لا يعني بالضرورة اكمال مسيرته فيها، بل سيكون من المحتمل ان ينتقل لكلية او تخصص آخر بعد السنة الأولى.

عندما زرتها قبل يومين لم تتمكن الحاجة قطنة من فهم اجاباتي عن " تحسين مدخلات الجامعات" و عن " المؤامة مع متطلبات السوق" وعن " التفكير التحليلي" و لا عن " الإبتكار والإبداع"، بل غضبت من حديثي واسكتتني بحركة من يدها المرفوعة و هي تقول " والله يا ولدي لو ببيع قلادتي و عصملًياتي لاوديه عبلاد الهند و السند يتعلم دكتور".

قطنة كالكثيرات من الجدات والامهات اللواتي اردن ان " يتحالين" بدكتور امام الجارات، و هؤلاء النسوة لا يفهمن سنة تحضيرية و تحسين مدخلات، فما دام الولد" مبدع" و جايب معدل فلماذا يقف ابناء جلدته في طريقه.

No comments:

Featured Post

PINK ROSE