الندوة... والصوت العالي

الندوة... والصوت العالي

قال لي صديقي و محدثي؛

"قرأت عن دعوة عامة لندوة عن أمر من ضمن اهتماماتي، فقررت الذهاب والمشاركة.

عند وصولي سجلت اسمي و جلست و أخذت أجول نظري في الحاضرين، كنت اعرف البعض، و بدا لي ان البعض تململ عندما شاهدني.

استطعت ان استنتج ان كل الموجودين ممن اعرفهم من نمط واحد، يتشاركون نفس الأفكار و الرؤى. كان هناك شباب كثيرون لا اعرفهم ذكورا و اناثا.

ابندأت الندوة بتقديم المتحدث المعروف الذي اسهب في الحديث، ثم فتح باب النقاش، فتحدث اخرون كمداخلات وكانوا يشيرون للمتحدث الرئيس بعد كل جملتين، " كما تفضل ابو فلان، و كما قال الدكتور، و كما سمعنا سابقا"، اكدوا على كلامه و ايدوه وايدوا طرحه للموضوع و رؤيته الاصلاحية.

رفعت يدي، فأعطيت الكلام، و قلت ان ليس كل ما قاله المحاضر صحيح، و بدأت اعدد بعض النقاط التي اخالفه الرأي فيها، و اشرت لدراسة او اثنتين.

و بدون مقدمات وقفت احدى المشاركات و قاطعت حديثي و هي تنادي بأن ما اقوله غير صحيح، و ان الصحيح هو ما قاله "الدكتور"، و علا صوتها، فتوقفت...لأسمع من يقول اتفضلي اجلسي خلينا نسمع ما يريد قوله، فلم تستجب بل زادت، فواصلت انا السكوت الى ان انتهت، فختمت مداخلتي بالقول ان ندوات "سماع صدى الصوت" و الحديث للأتباع لا يقدم ولا يؤخر، وان الحلول الصحيحة و الصادقة لا يمكن ايجادها الا بالاستماع لمجمل الاراء، و الا مالفائدة من الندوات و الدعوات العامة؟؟."

ثم قال صديقي:
"المتحمسون لهذا او لذاك كثيرون، و المطبلون كثيرون، وهناك اشخاص لا يهمهم كيفية الصعود، ماداموا يصعدون. تنتقل بعض البذور بالالتصاق بجلد و صوف حيوان مار سقطت عليه، و كذلك تنتقل بعض الحشرات و الأوبئة."

قلت لصديقي، من المعروف ان الانسان يطرب لسماع صوته ولهذا السبب تجد ان اكثر ما يغني الناس، يغنون في غرف الاستحمام، فهي تضخم الصوت و تجعل له رنينا محببا مطربا.

No comments:

Featured Post

PINK ROSE