هكذا الميكاد قد علمنا.....

هكذا الميكاد قد علمنا.....

يحب الاردنيون جلد الذات، فيقارنون انفسهم باليابانيين، كم هم نشيطون يعملون كالنمل، مخلصون لمؤسساتهم، يحترمون بعضهم قولا وفعلا، يبجل صغيرهم كبيرهم.

يلوم الاردنيون غيرهم على كونهم يقعون على نقيض اليابانيين و لا يعلمون انهم هم انفسهم السبب.

الياباني ان اشتغل في شركة نيسان يتوقع ان يعمل ابنه و حفيده في نفس الشركة و يعتبر انتقاله للعمل في شركة هوندا خيانة، المدرسة اليابانية تقتضي ان تحضر الام الدروس مع ابنها ان هو قصر، لأن من واجبها تدريسه ورعايته.

اليابانيون يتحملون المسؤولية و يقدسون الواجب الملقى على عواتقهم، و بالتالي لا يحتملون التقصير في اداء الواجب. المقياس هو ضميرهم وحسهم الوطني، فلا ينتظرون من يقول لهم عليهم القيام بواجباتهم، فهم يقومون بها تلقائيا، و إن تبين انهم مقصرون فلا ينتظرون بل يعلنوا مسؤوليتهم و يتنحون عن منصبهم لأن المفهوم لديهم منذ الصغر ان الواجب والمهمة مقدسان و الاخلال في اي منها هو الذل بعينه، و كم من ياباني قتل نفسه طعنا لأنه احس بالخزي والعار لعدم تأديته واجبه، و كم من مسؤول تنحى عند اول بادرة تقصير.

لا يجب فقط ان نقارن انفسنا و نتندر نظريا، ان كنا فعلا نحسدهم على ادائهم و انجازهم، فيجب علينا ان نعرف ان رقابة الاداء و الاخلاص في العمل هي رقابة ذاتية والاحساس بالتقصير و الندم احساس ذاتي، و لذلك فنحن مطالبون بذلك ان اردنا التشبه بهم.

قال حافظ ابراهيم في قصيدة " لا تلم كفي إذا السيف نبا"

ان قومي استعدبوا ورد الردى...كيف تدعوني الا اشربا
انا يابانية لا انثني عن مرادي... او اذوق العطبا
انا ان لم احسن الرمي ولم ...تستطع كفاي تقليب الظبا
اخدم الجرحى واقضي حقهم... و اواسي في الوغى من نكبا
هكذا الميكاد قد علمنا... ان نرى الاوطان اما و أبا.

في لزوم ما يلزم...سنة الإمتياز كجزء من الخطة الدراسية لكليات الطب.

في لزوم ما يلزم...سنة الإمتياز كجزء من الخطة الدراسية لكليات الطب.

لايجوز للنظام الصحي، و لا للدولة المعنية بالرفاهين الاقتصادي والاجتماعي ان تسمح بقبول طلبة طب و بالتالي تخريج أطباء لا تتوفر لهم اماكن تدريب في المستشفيات الاردنية كأطباء امتياز.

لا يجوز تخريج الأطباء و قبول بعضهم في الاماكن المتوفرة والرمي بالبقية ولسان الحال يقول اذهبوا و تدبروا اموركم.

في الدول المتحضرة لا يقبل النظام الصحي طلبة طب الا بعدد اماكن التدريب المتوفرة، فإن كانت الاماكن الفا قبل الف طالب، وان كانت ثلاثا قبل ثلاثة الاف طالب.

لا يجوز لجامعة ان تقبل ما تريد من الطلبة وتلقي بهم في الشارع ليتدبروا امرهم، و على كل جامعة ان تتحمل مسؤولية خريجيها و تدبير اماكن التدرب لهم.

عندما تقوم هيئة الاعتماد بتحديد عدد الطلبة الذين تقبلهم الجامعات، تنظر للبنية التحتية، و المرافق واعداد الاساتذة لتقرر العدد المناسب، و عليه قد يكون من المناسب ان تنظر الهيئة في توفر اماكن تدريب الامتياز قبل الموافقة على اعداد طلبة الطب.

في غياب اي ترتيب من هذا القبيل و ربط عدد الخريجين بأماكن التدريب، و في ضوء المسؤولية المناطة بالسلطة الصحية، قد يكون من الواجب ان تكون سنة الامتياز جزءا من الخطة الدراسية، على ان تكون مجانية و ان يتقاضى الطبيب مبلغا رمزيا مقابل قيامه بالخدمات التي يقوم بها اطباء الامتياز.
فقط بهذه الطريقة تجبر الجامعات على الالتزام بالاعداد، و كذلك تضطر الجامعات التي ترغب في البدء كجامعات خاصة تدرس الطب ان يكون لها مستشفى يستوعب ما تخرج من اطباء.

المقابلات الشخصية

المقابلات الشخصية

اعتبر المقابلات الشخصية و الاطلاع على رسائل التوصية في بلادنا، عند محاولة التفضيل بين المتقدمين للدراسة او المتقدمين للوظيفة، اعتبرها بابا للواسطة و اتباع الهوى وتفضيل زيد على عمرو.

في مفهومنا الذي لم يستوعب لغاية الآن معنى المنافسة، قد يكون من المناسب للتخلص من كل هذه التدخلات اللجوء لمعيار واحد لا علاقة لأحد به و ذلك لمنع التدخل و تخفيف وجع الرأس. قد لا يكون هذا هو الطريق الامثل لاكتشاف المواهب والاستعداد للقيام بالمهمة ولكنه الطريقة الامثل للإقتراب من العدالة.

وعليه فإني أجد أن اعتماد علامة البكالوريوس للقبول في الدراسات العليا و برامج الإقامة الطبية، و الثانوية العامة للقبول في برامج البكالوريوس هو الطريق العادل الوحيد، و أشدد على العادل، الذي يضمن اتاحة الفرص المتساوية و منع التدخل.

يلجأ الذين لا يريدون العدالة لاستحضار مقولات تتحدث عن الاستعداد العقلي، و القدرة على التعامل مع المستجدات، و العمل مع الفريق لغاية استخدام نظام يعتمد الرأي الشخصي عند اصدار قرار القبول أو التوظيف او الاختيار، و يستحضرون تجارب الدول الاخرى لدعم توجهاتهم، و يتناسى هؤلاء ان تلك الدول تعتمد المساواة في الفرص و تغليب المصلحة العامة والإبتعاد عن الشخصنة و المحاباة والواسطة و ذلك خوفا من المساءلة القانونية ثانيا، و لكن اولا لانهم يؤمنون بأنه لا يجوز لأحد اخذ حق غيره.

طبيب امتياز .....أين؟

طبيب امتياز .....أين؟

لي قريبة تدرس الطب في بريطانيا، و قد انهت دراستها هذا العام. قبل ثلاثة اشهر من انتهاء العام الجامعي ارسلت لها السلطات الصحية رسالة تطلب منها اختيار ثلاثة اماكن حسب الاولوية لأين تريد ان تقضي سنة الامتياز.

اختارت قريبتي وجهتها و حددت المكان الذي ستتدرب فيه.

لا تتنصل المستشفيات البريطانية من مسؤولياتها تجاه الطلبة، و بالتالي فتدريب الطلبة مسؤولية النظام الصحي ككل.

لا تقبل الجامعات البريطانية طلبة طب الا بعدد الاماكن المتوفرة لتدريب طلبة الامتياز.

اقول هذا وانا ارى ما يجري للخريجين من كليات الطب الاردنية. فبعضهم يستجدي مكانا للتديب حتى لو كان اسميا، و بعضهم يذهب و يو قع ويعود، و بعضهم يداوم ٣ ايام، لان الثلاثة ايام الاخرى لها اطباء امتياز اخرون. لاتتساوى اماكن التدريب في الاهتمام ولا في الجدوى و لا حتى في الوزن عند التقدم لبرامج الإقامة.


الأمر بحاجة لوقفة من السلطات الصحية المركزية، من المجلس الصحي العالي ومن اعضاء اللجان الصحية في مجلسي الأعيان و النواب ان كانوا يرون ان الامر هام و وجدوا الوقت لذلك.

قطنة...جدة من بلدي

قطنة...جدة من بلدي

قطنة أمرأة اردنية تعيش على أطراف البادية، طويلة القامة، ممشوقة القوام، على ذقنها "سيًالة" و علي ظاهر يديها وشم على شكل نقاط؛ ثلاثة في خط فوق كل اصبع.

انجبت هذه الجدة ثلاثة اولاد، توفي اثنان منهما بسبب الاسهال في الاربعينيات من القرن الماضي، و عاش لها ولد وحيد، أطالت شعرة و جعلت له ضفائر لتقيه من حسد " النسوان".

كبر ابنها واشتغل بالزراعة و تربية الاغنام، و تحسن حاله و تزوج وانجب ٦ بنات و ولد ذكر وحيد.

كانت قطنة تسمي هذا الولد " الدكتور" على اعتبار ما سيكون، و ذلك بعد ان التحق بمدارس الثقافة العسكرية ثم لنباهته بمدرسة من مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز.

تقدم " الدكتور" قبل عشرة ايام مع من تقدموا لإمتحان الثانوية العامة، و يعتقد هو و تعتقد "قطنة" انه " سيجيب معدل عالي"، و يتقدم لكلية الطب في الجامعة الاردنية.

لا تعلم فطنة، و لم يخبرها احد عن السنة التحضيرية في كلية الطب، وان التحاق " الدكتور" في السنة التحضيرية لا يعني بالضرورة اكمال مسيرته فيها، بل سيكون من المحتمل ان ينتقل لكلية او تخصص آخر بعد السنة الأولى.

عندما زرتها قبل يومين لم تتمكن الحاجة قطنة من فهم اجاباتي عن " تحسين مدخلات الجامعات" و عن " المؤامة مع متطلبات السوق" وعن " التفكير التحليلي" و لا عن " الإبتكار والإبداع"، بل غضبت من حديثي واسكتتني بحركة من يدها المرفوعة و هي تقول " والله يا ولدي لو ببيع قلادتي و عصملًياتي لاوديه عبلاد الهند و السند يتعلم دكتور".

قطنة كالكثيرات من الجدات والامهات اللواتي اردن ان " يتحالين" بدكتور امام الجارات، و هؤلاء النسوة لا يفهمن سنة تحضيرية و تحسين مدخلات، فما دام الولد" مبدع" و جايب معدل فلماذا يقف ابناء جلدته في طريقه.

الخبير

الخبير

يعتقد عامة الناس أن حصول أحدهم على شهادة دكتوراة من جامعة مغمورة، او بالمراسلة، أو حتى دكتوراة فخرية، يحوله بين عشية وضحاها لخبير يفتي في أمور العامة والخاصة.

هو يصدق الكذبة الكبرى التي يعيش فيها، ونحن كشعب كريم نعطيه المسرح الذي يظهر "مواهبه" عليه، مسرحا الكترونيا أو فضائيا أو ورقيا.

من المؤلم انهم يدعون للحديث في المؤتمرات والندوات بصفتهم خبراء، والأدهى اننا قد نأخد بالتوصيات التي اتحفونا بها لتقود مسيرتنا.

المشكلة اننا نعرفهم ولكننا نخجل ان نقول لهم انه لا يجوز لهم الا ان بستمعوا فقط.

عندما يصبح كل شيء مسموحا

عندما يصبح كل شيء مسموحا

عندما يعتدي الناس على شرطي سير وهو يقوم بواجبه، فلابد ان هناك خطأ ما.

و عندما يعتدي الطالب على معلمه، ويعتدي الأهالي على المدرسة وعلى مديرها و معلميها، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما يقتحم طلبة جامعيون حرم كلية، معتصبين بعصائب توحي بمايعتصب به أفراد التنظيمات العسكرية، فلا بد ان هناك خطأ ما.

وعندما يترك الطبيب مريضه دون رعاية ولا يجد من يحاسبه، وعندما يمارس خارج اختصاصه ولا يجد من يحاسبه، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما تتوقف السيارات تحت مبررات عديدة، وقوفا مزدوجا، وتعطل المرور وتغلق الشوارع، و لا تجد من يحاسب سائقيها، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما تخسر الشركات المساهمة العامة بغزارة، دون ان يتكرم رئيس مجلس الإدارة او المدير العام بمخاطبة عقول المساهمين مبررا، وعلى الرغم من ذلك يبقى مديرا ومسؤولا يمارس إنجازاته الماليه، فلابد ان هناك خطأ ما.

وعندما تأخذ شركة عقارية أموال الناس لتبني لهم بها بيوتا، ثم نكتشف ان البيوت لم تبن او لم تكتمل، ولا يجد من يلجأ اليه من اشترى و سرق ماله، ويبقى ينظر في الفضاء دون أن يخرج اليه احد ليقول له حرفا، فلا بد أن هناك خطأ ما.

وعندما يصبح طلاب الجامعات و موظفيها، أساتذة فيها، و تصبح هي مدارس كبيرة، فلا بد ان هناك خطأ ما.

وعندما تتحول المستشفيات التحويلية والجامعية، الى مستشفيات عامة أشبه ما تكون بالمراكز الصحية، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما يقوم الناس بتكسير كاميرات المراقبة والسرعة، ليتيحوا المجال لمن يريد مخالفة القانون بأن ينفذ بفعلته، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما لا نتوقف لنسأل لماذا ينقل جارنا اثاث منزلة في سيارة ولا نتوقف لنسأل، فلابد ان هناك خطأ ما.

و عندما لا نشك في من يفرغ حمولة في منتصف الليل من سيارة لسيارة، فلابد ان هناك خطأ ما.

وعندما يدعى المنادي بتطبيق القانون حنبليا، و الساعي للعدالة مثاليا غير واقعي، فلابد ان هناك خطأ ما.

عندما لا يجد المخطىء من يحاسبه، ولا المسؤول من يسائله، وعندما يعتقد الناس ان الإلتزام ضعف، و أن البلطجة هي الطريق، فعندها يصبح كل شيء مسموحا. وعندها يتشظى المجتمع ويتفتت، ويستقوى فيه الأشقياء على الأخيار، و اللئام على الكرام.

التحف السنية في وأد مشروع المجانية

التحف السنية في وأد مشروع المجانية
بقلم الشاكر لفضل ربه وليد المعاني المعروف بإبن سالم صقر

عندما كتبت عدة مقالات متتالية في صحيفة الغد عن موضوع في غاية الأهمية، وهو إتاحة الفرص للأردنيين أصحاب العقول الكفؤة للإلتحاق بالتعليم العالي مجانا ضمن البرنامج العادي وعلى اسس تنافسية، كنت اعتقد مقتنعا انني ألمس شغاف قلوب الناس اللذين لا هم لهم اكبر من هم تأمين مستقبل اولادهم. 
وكنت اعتقد كذلك ان هذه الدعوة ستلاقي استحسان الكثيرين من المدافعين عن العدالة وتوفير الفرص والمساواة، ومن اللذين ينادون يوميا بالتخفيف عن المواطن العادي وابن الطبقة المتوسطة المتآكلة. ولكن هذا لم يحدث، فلا صحفي يكتب في امور التعليم ولا اخر من كتاب الإقتصاد ولا من مئات الأخرين من خبراء التعليم العالي من وجد من المناسب دعم هذا بمقال، او حتى جملة شاردة او بنقاش لهذه الفكره. وعلى العموم لم يكن هذا مستغربا فهذا طبع جبلنا عليه، فما دامت الفكرة لا تقع ضمن اولويات وتوجهات الشخص فهي لا تعنيه، وللبيت رب يحميه. 
ولكن الغريب ان بعض الأشخاص تحدثوا ضد المشروع، وهو أمر محير، فهم اساسا من الطبقة المتوسطة وكنت اعتقد ان همومها تعنيهم، غير ان الأمر يبدو غير ذلك،فهم يريدون تشريع البرنامج الموازي ليصبح هو الأساس ولا شبهة فيه، ومنهم اللذي يريد اقراض الناس اموالا يسددونها بعد التحاقهم بالعمل ( وهو مشروع قديم تحدثت فيه شخصيا عام ٢٠٠٩ ثم وجدته غير مجد لعدم وجود فرص العمل: بنك الإقراض الطلابي)، إلى الذي ي يتعلل بمالية الدولة وعدم قدرتها على تحمل العبء، ثم يستدرك ويقلل من إمكان تطبيق المشروع بالبدء - عند الحديث عنه - بالقول انه سيمول من ضرائب تفرض على الناس ( وهو طرح كفيل بقتل أي فكرة) ويحدد نسبها في نهاياتها العظمى، دون ان يشرح كيف ومتى ولماذا؟ ولا يقدم حلولا بديلة ليمكن لأهله وذويه ان يتدبروا أمر تدريس ابنائهم. كأني بالمتحدثين لا يريدون ان يتم الأمر، وكأنهم لا يعنيهم ما يحل بهؤلاء. 
  • ان الأحاديث الأكاديمية النظرية شيء جميل ضمن القاعات الجامعية، وهي نفس الأحاديث التي تكررت في الإستراتيجيات و التي اوصلت التعليم العالي لما هو فيه، وقد آن الأوان لأحاديث عملية تأخد بعين الإعتبار عموم الناس وليس فقط اللذين أنعم الله عليهم

الهجين...الذي وقع في سلة التين

الهجين...الذي وقع في سلة التين

إن كنت طموحا، و تحب الظهور، و ترغب في الشهرة. فابحث لك عن وسيلة أو طريقة لم تخطر على بال أحد من حولك.

قم بتأسيس جمعية " الأقلام المفطوعة "، او " الأسلاك المكشوفة "، و قم بإشهار الجمعية و دع أحدا يصنع لك صفحة على فيسبوك و توتير، واطلب من الأصدقاء ان تعجب بالصفحة.


اعقد مؤتمرا عن كيفية الكتابة بالقلم المفطوع، و دع صحفيا يكتب عن المؤتمر الرائد، والق خطاب الإفتتاح وأشكر الحاضرين من الدول الشقيقة والصديقة، و اطلب من الحاضرين العمل للخروج بتوصيات قابلة للتطبيق....الخ

كرر الأمر مرة او مرتين، و بعدها عندما يتم ذكر اسمك سوف يقال فلان الخبير الدولي في الاقلام المفطوعة، أو في التعامل مع الأسلاك المكشوفة. لأيهم ان كنت لا تعرف القراءة او الكتابة او الفرق بين قلم الرصاص و قلم " الكوبيا"، ولا يهم ان كنت لا تعرف الفرق بين الفولت والأمبير ، فمن المؤكد انك ستتصدر الندوات وستفتي في أمور ما كنت لتحلم بمعرفة أسمائها ناهيك عن محتواها.

عندما يراك الناس غير العارفين سيندهشون وتفغر افواههم من الإعجاب، إلا أنا ، فسأقول لاحول ولا قوة الا بالله.

عودة الروح... أو إعادتها ...للمؤسسة الطبية العلاجية

عودة الروح... أو إعادتها ...للمؤسسة الطبية العلاجية

يحتم علي واجبي ان انبه لخطورة إعادة انتاج هذه المؤسسة التي عانت اغلب الجهات الطبية من وجودها لحين الغائها.

في لقاء لعطوفة نقيب الاطباء و مجموعة من زملائه مع دولة الرئيس على خلفية مطالبات محقة للأطباء العاملين في وزارة الصحة، عرج عطوفته على موضوعين في نهاية لقائه وهما السنة التحضيرية المفروضة على يعض الجامعات و نحن نؤيده في طرحه وكنا اول من أثار الموضوع على صفحات الصحف اليومية، اما الأمر الثاني والذي لا نؤيده فيه، بل نستغرب طرحه له، و هو موضوع اعادة احياء المؤسسة الطبية العلاجية والتي كان مجلس النواب قد الغى قانونها بعدما تبين انها غير قايلة للحياة.

اتفهم رغبة نقابة الاطباء في تحسين المردود المالي لمنتسبيها العاملين في وزارة الصحة برفعه ليساوي ما يتقاضاه العاملين في الجامعات و الخدمات الطبية، و لكن الطريقة لا تكون بإعادة إحياء مشروع فشل، و خلق بلبلة استمرت اكثر من سنتين في حينه.

البلد لا يحتمل قضايا خلافية جديدة، و لا نملك اعادة تجرية المجرب الذي فشل، فلنترحم على من ذهب، و لننظر للمستقبل بطريقة جديدة و نجترح حلولا خلاقة لمشاكلنا.

المهاجرون واللاجئون

المهاجرون واللاجئون
في محاضرته قبل عدد من الشهور، في مركز الحسين الثقافي قال عضو مجلس الشيوخ البرازيلي، الإقتصادي المميز، و المفكر الإجتماعي البرفيسور كريستوفام بواركيه، ان هناك بحارا غير مرئيّة تفصل بين الناس في المجتمعات المختلفة، بل داخل البلد الواحد و المدينة الواحدة.

حواجز غير مرئيّة بين الغني والفقير وبين المتعلم والجاهل. هناك فقراء كثيرون في الدول الغنية، و أغنياء كثيرون في الدول الفقيرة. وعليه فالعالم الأول هو المكون من الأغنياء والعالم الثالث هو المكون من الفقراء ، وأسوأ هؤلاء هم من ينطبق عليهم العالم الثالث (الفقير) و يقطنون في العالم الثالث ( الجغرافي).

لماذا يعبر الناس البحار المرئية وغير المرئية؟ كان جوابه هو البحث عن حياة أفضل، و قد يعبروا هذه الحواجز و بصعوبة احيانا، ولكنهم لن يجدوا بالضرورة، ما اجتازوا البحر أو الحاجز من أجله، فيعيشون غرباء في مجتمعهم الجديد، مكروهين و منبوذين.

لماذا لا نبقيهم في أوطانهم الأصلية؟ تساءل الضيف. و ذلك بتذليل الأسباب التي دعتهم لمغادرة اوطانهم. يقترح المتحدث تمويلا مشروطا و موجها، يعطى لهولاء الناس لبناء مدارس لأولادهم و مصحات لهم. مشاريع منتجة لهم، بحيث تتحسن الحال وتنتفي الحاجة للرحيل.

وعلى الرغم من جمال وإنسانية الفكر، فليس كل من غادر وطنه عبر بحر مرئي أو غير مرئي، غادره بسبب حاجة اقتصادية أو فاقة. الكثيرون غادروا اوطانهم المستقرة المنتجة نتيجة الحروب وعمليات التهجير القسري، و بالتالي لم يكن لهم يد في اتخاذ قرار الهجرة. هؤلاء غادروا خوفا عَلى حيواتهم.

ان إعطاء أموال لهؤلاء و فتح مدارس لأولادهم و إنشاء مشاريع صغيرة لأمهاتهم، لن يعيدهم لأوطانهم لأن العودة اليها ليست بيدهم على الإطلاق. قد يتم هذا في دولة " عبور" تقع بين ما كان و بين ما يرغب فيه. أغلب هؤلاء يرغبون العودة لبلدهم إن سمح لهم بذلك، على عكس المجموعة الأولى الذين لا يرغبون و لا يريدون العودة، بل يريدون الإستمرار في الرحلة حتى لو ماتوا في الطريق.

الفئة الأولى فئة المهاجرين وقد غادروا بإرادتهم بعض النظر عن السبب، و الفئة الثانية لاجئون تَرَكُوا ديارهم قسرا دون رغبة منهم، و سيموتون وهم يحلمون بالعودة اليها، بإغراء أو بدونه.

الندوة... والصوت العالي

الندوة... والصوت العالي

قال لي صديقي و محدثي؛

"قرأت عن دعوة عامة لندوة عن أمر من ضمن اهتماماتي، فقررت الذهاب والمشاركة.

عند وصولي سجلت اسمي و جلست و أخذت أجول نظري في الحاضرين، كنت اعرف البعض، و بدا لي ان البعض تململ عندما شاهدني.

استطعت ان استنتج ان كل الموجودين ممن اعرفهم من نمط واحد، يتشاركون نفس الأفكار و الرؤى. كان هناك شباب كثيرون لا اعرفهم ذكورا و اناثا.

ابندأت الندوة بتقديم المتحدث المعروف الذي اسهب في الحديث، ثم فتح باب النقاش، فتحدث اخرون كمداخلات وكانوا يشيرون للمتحدث الرئيس بعد كل جملتين، " كما تفضل ابو فلان، و كما قال الدكتور، و كما سمعنا سابقا"، اكدوا على كلامه و ايدوه وايدوا طرحه للموضوع و رؤيته الاصلاحية.

رفعت يدي، فأعطيت الكلام، و قلت ان ليس كل ما قاله المحاضر صحيح، و بدأت اعدد بعض النقاط التي اخالفه الرأي فيها، و اشرت لدراسة او اثنتين.

و بدون مقدمات وقفت احدى المشاركات و قاطعت حديثي و هي تنادي بأن ما اقوله غير صحيح، و ان الصحيح هو ما قاله "الدكتور"، و علا صوتها، فتوقفت...لأسمع من يقول اتفضلي اجلسي خلينا نسمع ما يريد قوله، فلم تستجب بل زادت، فواصلت انا السكوت الى ان انتهت، فختمت مداخلتي بالقول ان ندوات "سماع صدى الصوت" و الحديث للأتباع لا يقدم ولا يؤخر، وان الحلول الصحيحة و الصادقة لا يمكن ايجادها الا بالاستماع لمجمل الاراء، و الا مالفائدة من الندوات و الدعوات العامة؟؟."

ثم قال صديقي:
"المتحمسون لهذا او لذاك كثيرون، و المطبلون كثيرون، وهناك اشخاص لا يهمهم كيفية الصعود، ماداموا يصعدون. تنتقل بعض البذور بالالتصاق بجلد و صوف حيوان مار سقطت عليه، و كذلك تنتقل بعض الحشرات و الأوبئة."

قلت لصديقي، من المعروف ان الانسان يطرب لسماع صوته ولهذا السبب تجد ان اكثر ما يغني الناس، يغنون في غرف الاستحمام، فهي تضخم الصوت و تجعل له رنينا محببا مطربا.

ديناصورات هذا الزمان

ديناصورات هذا الزمان

لو كان بمقدور الديناصورات ان تعود للحياة مرة أخرى، فإنها لن تستطيع البقاء طويلا. لن تستطيع _ لبطء حركتها - ان تجاري الصغير من المخلوقات سريعة الحركة والنشيطة.

الديناصورات كانت كبيرة الحجم تتحرك بتثاقل، و على الرغم من حجمها فقد كان حجم دماغها صغيرا نسبيا، فكان تفكيرها بسيطا. و عندما اختفى الغطاء النباتي لم تستطع التكيف فانقرضت.

هناك ديناصورات بشرية ترفض الانقراض، و تستمر في الحياة، ديناصورات قادرة على التكيف بطريقة تجافي الطبيعة و قوانينها، ولها معجبون كثيرون يقدمون لها ما تريد و يساعدوها على الاستمرار.

هذه الديناصورات و بحكم حجمها و علاقاتها قادرة على إزاحة الآخرين من طريقها، و احيانا دهسهم و هرسهم، بحيث يبقى المكان و الطريق لها وحدها.

مشكلة هذه الديناصورات انها توقفت عن التفكير منذ ازمان، وعلى الرغم من قدرتها الفائقة على الاجتراز الا انها غير قادرة على التعامل مع المستجدات، و بالتالي لن يكون لها دور في تقدم مجتمعاتها ، بل على العكس من ذلك.

الشيء الوحيد المنطقي للتعامل مع هذه الديناصورات هو وضعها في حديقة للتاريخ الطبيعي ليتفرج عليها الناس و يتعظوا.

رفع الآجور الطبية

ة

النقابة هيئة اسسها اصحاب مهنة واحدة للدفاع عن مصالحهم امام الغير و تحسين ظروف عملهم وتنظيمها. فهناك نقابة لعمال المناجم وللعاملين في النقل وللمعلمين وللأطباء.

تقول ويكيبيديا "ان النقابة في اللغة هي الرئاسة، و من هنا يقال نقيب كذا بمعنى رئيس كذا.
وإصطلاحا هيئة قانونية تتكون من مجموعة من المواطنين الذين يتعاطون مهنة واحدة أو مهن متقاربة. النقابة هي جمعية تشكل لأغراض المفاوضة الجماعية أو المساومة الجماعية بشأن شروط الاستخدام ولراعية مصالح أعضائها الاقتصادية والاجتماعية عن طريق الضغط على الحكومات والهيئات التشريعية والالتجاء إلى العمل السياسي في بعض حالات معينة، ولقد كانت بريطانيا أسبق الدول إلى الاعتراف بالأهلية الكاملة للنقابات العمالية وكان ذلك في عام 1871. ومما يلفت النظر بالنسبة إلى تاريخ تطور النقابات التقارب بينهم وبين الحركات الاشتراكية بسبب اتفاق الطرفين على معارضة تسلط رأس المال."

غير ان النقابات لعبت ادواراً سياسية كذلك في وجود الأحزاب و غيابها، و أدت في كثير من الدول لأزمات سياسية وغيرها، ولم تعد النقابات تلك المؤسسات الإشتراكية المناهضة لرأس المال، بل اصبحت في كثير من الاحيان جزءاً منه.

عندما تجد ان النقابة انه من الضروري -سياسيا - الوقوف ضد سياسا معينه فهي تقوم بذلك من منطلق انها تمثل مهنة لها دور مجتمعي، الا حينما يتعلق الامر بأعضائها -حيث يأخذون الأولوية على كل الإعتبارات الأخرى - فهي مثلا تبرر رفع اجور المهنة لمنتسبيها على الرغم من ظروف مالية شعبية سيئة، و لهذا السبب نفسه وقفت النقابة ضد قانون المساءلة الطبية بصورته الفاعلة لأنه يؤثر على منتسبيها.

لذلك استغرب من الذين -دبوا الصوت - عندما رفعت اجور اطباء القطاع الخاص، وتساءلوا لماذا لم يطرح الامر لنقاش مجتمعي. اقول هذا امر بين النقابة و منتسبيها، و لا علاقة لأحد به، علينا ان لم يعجبنا الامر كمواطنين ان نذهب لتلقي العلاج عند من لم يرفع سعره، و هم كثيرون في الجامعات و الخدمات الطبية، وإن لم تريدوا ذلك و قبلتم بالاجور الجديدة، فاطلبوا فاتورة من الطبيب وقدموها للضريبة.

أحس بالغضب وقلة الحيلة، وهناك غصة في حلقي


أحس بالغضب وقلة الحيلة، وهناك غصة في حلقي

وأخيرا، بان المستورُ كما نشرتهُ الدستورُ، وتلقيتُ إجابةً أو نصف إجابةٍ على أسئلة طرحتها بالأمس. فسيكون هناك سنة تحضيرية في كليات الطب وطب الأسنان في الأردنية والتكنولوجيا. يدخُلها الطلبة (الأعداد المقررة مضافا لها ٢٠٪)، ثم يتمُ فرزهم، يدفعون ثمنَ ساعة طبٍ معتمدة وهو لا يدرونُ اين ينتهي بهم المطاف، هل في إحدى هاتين الكليتين ام خارجهما. وستُحَددُ المواد التي ستدرس لإجراء عملية الفرز، وسيتم الإمتحان بطريقة لا نعرفُ كنهها، ثم ينفضُ السامر في نهاية العام الدراسي المكون من فصلين فقط، فقد كان صاحبُ القرارِ رحيما فترك للطلبة فصلاً صيفيّا يتدبروا امرهم فيه، يبحثون عن مستقبل اعتقدوا انهم وجدوه.

وقالت الأخبار آن هذا لن يشمل الطلبة غير الأردنيين، والذين سيسمح لهم بإعادة السنة التحضيرية دون غيرهم من عباد الله. وذكر الخبر كذلك بآن الجامعتين ستلتزمان بالأعداد المقررة، بمعنى ان ال ٢٠٪ الزائدة أو أكثر ستذهب لكليات أخرى. ولكن الخبر كان واضحا وأكد على أن هذا الترتيب سيشمل طلبة الموازي كذلك، والمفروض أنه له نسبة محددة من أعداد المرشحين للقبول.

في الخبر، كذلك، ان القبول الموحد سيتولى العملية، وهو امر يوحي بالشفافية والمساءلة، ولكن في الأمر أسئلة.

لنأخذ ما تنص عليه أسس القبول ممن لهم الحق في الحصول على مقاعد طب و طب أسنان، و انا أشير للأسس النافذة اليوم التي صدرت في ٨/٨/٢٠١٧ ، و هم أوائل المحافظات، طلبة التنافس، المكرمات الملكية، و بعض الفئات الأخرى من أبناء العاملين وغيرهم.

هل نبقي على هذه الأسس كما هي أم ان أسسا جديدة ستصدر من مجلس التعليم العالي او مجالس أمناء الجامعتين حسب نص القانون الجديد؟

وبغض النظر ان بقيت الأسس أو تغيرت فهل سنخلطهم (الطلبة) قبل ان يتقدموا للقبول الموحد ام بعده؟ بمعني هل يتقدم الطلبة للطب كتخصص وللأسنان كتخصص ثم يقوم القبول الموحد بضمهم معا، ام سيكون هناك تخصص موحد في طلب القبول اسمه "الطب وطب الأسنان".

اعتقدُ، ولأن الهاشمية ومؤتة واليرموك والبلقاء مستثناة من هذه “التجربة" ان الخلطَ سَيتمُ لاحقا، لان بعضَ من يتقدم لطب الاردنية قد لا يحالفه الحظ في الدخولِ في المعمعة وسيتولاه الله برحمته ويرسله مضمونا للهاشمية.
اذن الطبُ المؤكدُ هو طبُ الهاشميةِ وطب مؤتة وطب اليرموك والبلقاء والتي ستشهدُ معدلاتها ارتفاعاً ملحوظاً. وفي مقابلِ ذلكَ أتوقع انخفاض معدل الاردنية والتكنولوجيا في الطب فمقاعدها غير مضمونة... لأن من يتقدم لها قد ينتهي به الامر في أي كلية في الجامعة.

سيظهرُ اولئك الذين كانوا يقولونَ انهم لا يحملونُ جنسياتٍ اخرى و سيظهر اولادهم، و سيتقدمون للقبولِ في التخصص المضمون لأنهم مستثنون من المعمعة، و سيظهرونَ في الإحصائيات كطلبةٍ غير اردنيين، و سنفرحُ كثيرا و ندعي اننا استقطبنا الكثيرينَ من "الأشقاء" العرب لجامعاتنا وان هذا سيرفدُ الاقتصاد الوطني.

سنطبق نفس الأمر على الموازي، الذي كانت الناس تبيع أملاكها لإلحاق ابنائها به, فسيعزفُ الناسُ عنه في الاردنية والتكنولوجيا وسيذهبونَ مباشرةً للجامعات الأربعة الأخرى او و عندما تقفلُ الأبوابُ للخارج في مصرَ الشقيقة و أوكرانيا الصديقة.

محليا، و للطلبة الذين "تم خلطهم" وزدنا عليهم ٢٠% ممن ستتقاذفهم الأقدار بعد نهاية السنة التحضيرية، سيكون هناك صراع محموم أشد و انكى من صراع الثانوية العامة ، فهذه لعبة كراسي موسيقية، ان لم تجد كرسيا فأنت خارج اللعبة على الرغم من انك دفعت سعر اغلى كرسي في الحلبة.

ما لذي سيحدد من يحصل على المقاعد ومن سيذهب لرزقه؟ المُحَدِّد هو امتحان سَيوضَع لفرزِ "الغثِّ عن السمينْ"، فرزُ ال ٩٨% عن ال ٩٤%، امتحانٌ باللغةِ الإنجليزيةِ وهي لغةُ التدريسْ، وكلُ مدارسِ المملكةِ متساوية فيها، نفسُ اعدادِ المعلمين وقدراتِهم في كل بقعة من بقاع هذا الوطن الجميل، وكلهم يتحدثون بلكنةٍ صحيحةٍ وينطقون إسم مدينة بومباي الهندية و مدينة بومبي الإيطالية بمخارج حروف صحيحة تبينُ الفرقَ بين الحرف الأول في كلتا المدينتين.

هل لن يكون لعمانَ رهبة على من أتى من قريةٍ بعيدة، وسكنَ في غرفة في حي لا يعرفُ فيه احدا، هل تعتقدون أن هذا الطالبُ سيتفرغ للدراسة في غربته ووحدته وبعده عن والدته، وسيبدعْ، وستنهال عليه العلامات في امتحان بلغةٍ تمكن منها وسيحصل على مقعدِ الطبِ الذي باعت أمه "صيغتها" من أجله؟

أعتقد أن تحسين المدخلات لا يكون هكذا، وتساوى الفرص لا يكون هكذا، والعدالة ليست هكذا.

العدالة تقتضي - حتى في الملاكمة – أن تنافس في فئة وزنك، لا يجوز للاعب من الوزن الثقيل أن ينازل لاعبا في وزن الريشة، وعليه يجب أن يكون الطلبة من وزن واحد للحصول على فرصة عادلة للتنافس في السنة التحضيرية، وإلاَّ كانت النتيجة محسومة سلفا.
لا يجوز أن يتنافس أبناء مدارس القرى ناقصة التجهيز والمدرسين مع أبناء مدارس فيها مسارح وملاعب وحمامات سباحة، ثم ندعي العدالة. ولا يجوز أن يتنافس طلبة لم يروا معلم لغة إنجليزية، مع طلبة لا يتحدثون في حياتهم اليومية بغير اللغة الإنجليزية، وأن يتم تقيمهم بامتحان تستخدم فيه هذه اللغة.

آمل أن يتم في نهاية المطاف عمل جردة حساب، إن سرنا هذا المسلك الوعر، لنرى كيف ولم أُقحمنا في هكذا طريق؟ وأدعو الله كذلك، أن أكون مخطئا، وأعتذر عن هذ ا المقال عندها.


في السرقات و السطو المسلح

أخدت معي مرة في إحدى رحلاتي ورقة من فئة ٥٠٠ يورو أعطاني إياها العزيز مدير بنك القاهرة في الجامعة عندما طلبت منه شراء يوروز للسفر ، و قد أعدت له الورقة النقدية لأن احدا لم  يقبل ان يصرفها في إيطاليا وفي كرواتيا و في البوسنة، لا في الفنادق ولا في المتاجر ولا في البنوك. 

وأخبرني صديقي الصيني انهم سيتوقفون عن استعمال النقود خلال سنة، يمكتك شراء كل شيء ودفع قيمة كل شيء عن طريق هاتفك الذكي، يتساوى في ذلك الصحيفة اليومية و أجرة الحافلة او السيارة وثمن الطعام من الدكان او المطعم.

ولم ار في محلات هارودز في لندن او سلفريدجز او محلات لافاييت في باريس او كا دي في برلين احدا يستعمل النقود.

كل محطات الوقود بلا عمال، ضع بطاقتك وابتع الكمية التي تريد.

في بلدي، ان ذهبت لشراء سيارة من المنطقة الحرة عليك حمل شوال من النقود يعدها التاجر ويربطها ويكومها، و إن اردت شراء قطعة ارض حصل نفس الشيء الا ان كان لديك شيك مصدق. الرسوم مهما كبرت تدفع نقدا.

في بلدي تذهب لشراء رحلة سياحية من مكاتب مشهورة و تعمل وكيلا لخطوط جوية متعددة و يرفض البطاقة الإتمانية، يرفض ليس فقط الكرديت كارد وانما الدييبت كارد.

كلهم يدعون انهم يخسرون ان هم قبلوا بطاقتك، لماذا يخسرون هم ولا يخسر احد خارج بلدي.

ان كان الدكان سيحتفظ بالكاش، و محطة الوقود بالكاش، والصيدلية بالكاش..... فهناك كاش مرمي هنا و هناك... في مكتب بريد و في صيدلية وفي محطة و قود يغر ضعاف النفوس الذين يريدون مالا سهلا لشراء مخدر او "الفشخرة" امام الخلان، او للحصول على مال لتمويل امر غير مشروع.

لو كنت مسؤولا الآن لمنعت التعامل بالنقد، و جعلت الدفع بالبطاقة او الهاتف، و أجبرت الجشعين من التجار على قبول البطاقة.

عندها وعند وصول اللص للمكان الذي يريد سرقته، لن يجد" بشليك احمر " واحد يسرقه.

النقد و الأموال في المؤسسات المصرفية المحروسة، والتي لديها أنظمة حماية.

و لنتوقف عن الدفع نقدا، ولنغادر المكان او الدكان الذي يصر على استيفاء ثمن بضاعته او خدمته نقدا. 
هذا هاشتاج  جديد لحماية الوطن و مقدراته وإبقائه آمنا وقطع الطريق على المرجفين.

#لا_للدفع_نقدا

المعاني يكتب: أطباء الامتياز .. وصحراء التيه

المعاني يكتب: أطباء الامتياز .. وصحراء التيه: يقتضي التعليم الطبي ان يتدرب الطبيب حديث التخرج لمدة سنة في أحد المستشفيات، وذلك بعد نهاية السنة الاخيرة في كلية الطب. هذه السنة والمسماة بسنة...

Featured Post

PINK ROSE