عمان – أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور وليد المعاني ان مشكلة التعليم العام تكمن في اننا لا نعلم الطلبة كما ينبغي، ويستند في ذلك الى مقاييس عالمية تظهر التراجع المستمر في مستوى التعليم العام منذ العام 1999.

وأشار في مقابلة مع "الغد" إلى ان "العامل الاساس هو المعلم"، مقترحا "انشاء كليات معلمين لتخريج مؤهلين للتدريس في المدارس واعادة النظر في مسارات الثانوية العامة لتقتصر على مسار بستة حقول، وفرز من يستطيع مواصلة التعليم الاكاديمي فضلا عن التوجه للتعليم المهني واعادة الاعتبار للتعليم التقني".
ويعارض المعاني، الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم أيضاً، الغاء نظام القبول الموحد او استثناء تخصصات من قائمته، ويؤكد ضرورة الابقاء على هذا النظام الى حين ايجاد بديل جامع له.
وبين انه "لا علاقة لاستثناءات القبول بالعنف الجامعي"، مدللا بالقول لان "من يقبل في الجامعة بناء على مكرمتي ابناء العاملين في القوات المسلحة وابناء المعلمين يستطيع الحصول على ذات المقعد من خلال التنافس".
ودعا المعاني الى "الغاء كافة المسارات في امتحان الثانوية العامة وجعلها مسارا واحدا"، وقال "لدي مشروع ثانوية بمسار واحد وعشر مواد".
ولفت الى انه، وللحد من العنف الجامعي، "يجب ملء الوقت للطالب من خلال تكليفه القيام بمهام .. طلبة الكليات العلمية المتقدمة لا يجد الطالب فيها الوقت لتحضير ما عليه".
وفيما يلي نص المقابلة:
•  وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات كشف مؤخرا عن معاناة 100 ألف طالب في الصفوف الابتدائية الاولى من ضعف القراءة والكتابة، ما هو السبب برأيك، وهل هذا وليد لحظته؟
- أعتقد أن أهمية التصريح تكمن في أثره لأنه كان علنيا وبقوة، لأن الأمر معروف ولا يقتصر هذا الوضع على طلبة الصفوف الثلاثة الابتدائية، وفي بعض الزيارات التي قمت بها الى بعض المدارس خلال الفترة القصيرة التي توليت فيها حقيبة التربية والتعليم كان هذا واضحا في صف الأول إعدادي والسادس ابتدائي والصفوف الاخرى . ولا اعتقد ان ذلك وليد اللحظة وهو نتاج لما جرى في السنوات الماضية ابتداء من سنة 2000 لغاية الآن.

• هل هناك علاقة لنظام الترفيع التلقائي في الصفوف الاولى بهذا الوضع ؟
- الامر اكثر من الترفيع التلقائي، واريد ان يكون هناك سند علمي لمعرفة ان الامور تسوء ام تتحسن، والشيء العلمي الموثق هو مقياس اتجاهات تعلم الرياضيات والفيزياء الدولي ( t،i،m،s،s ).
الاردن مشترك في هذا المقياس منذ بداياته من بين دول كثيرة، ويبين هذا المقياس مدى التحصيل وجودته في الصفين الرابع والثامن والاردن مشترك للصف الثامن منذ عام 1999، وهذا المقياس يجرى كل اربع سنوات، وتتوفر لدينا ارقام الاعوام 1999 و2003 و 2007 و 2011 .
بموجب هذا المقياس هناك علامة محددة للفحص الاختباري لمواد مثل الرياضيات والعلوم، هناك معدل دولي بعد اجراء الفحص في دول العالم كان المعدل لأداء الطلاب 500 علامة في مادة الرياضيات عام 99، والأردن حصل على علامة 428، وفي العلوم حصل على 450، بينما حصلت سنغافورة بالرياضيات على علامة 604  وكانت الاولى وفي العلوم تايوان الاولى بعلامة 569.
بالمقارنة بالعام 1999 حصل الأردن في العام 2011 في الرياضيات  على 406، بينما حصلت سنغافوره حصلت على 611، وكوريا الجنوبية 613، اما عام 2011 حصلنا في الرياضيات على 406 ، بينما سنغافوره حصلت على 611، وكوريا الجنوبية 13 ، في العلوم اصبحت علامتنا 449 وسنغافوره 590، اي نحن ننخفض وغيرنا يرتفع بشكل كبير.
وحتى لا تكون القراءة ناشزة ننظر للعام 2003 وما هو سير العلامات، في الرياضيات كانت العلامة 427 اي أن العلامة انخفضت عن العام 1999، وكذلك في العلوم، هذه القراءات التي تنشر دوليا ومعتمدة في تقييم الأداء التعليمي توضح ان الاردن في تراجع خطي وكل اربع سنوات ننخفض والقراءة المقبلة عام 2015 أتوقع تراجعنا أكثر.

•  إذا أين المشكلة؟ 
- المشكلة هي أن الطلبة لا يتعلمون في المدرسة، ربما يكون الكتاب غير جيد أو غير جذاب لكن من السهل تغيير الكتب فهي متوفرة في الأسواق.
طريقة التدريس فيها مشكلة، حتى لو كان الكتاب جيدا والبناء المدرسي لا علاقة له، إذا المشكلة في المعلم.. المشكلة فيمن يدرس، إذا، من يدرس لا يعرف كيف يدرس.. وزير التربية الحالي اقترح إلحاق صف التمهيدي بالمدرسة هذا صف مهم فأحسن المعلمين في ألمانيا وأكثرهم دخلا مدرسو الصف الاول الابتدائي .. لانه الاساس. إذا كان هناك مشكلة في المناهج والطالب لا يتعلم أن يقرأ أو يكتب، فربما الطالب يتعلم أن يحفظ وقد يحفظ نشيدا، ولكن لا يعرف كتابة اسمه لاننا لم نعلمه مهارات القراءة والكتابة بل ترديد ما يسمع، وهذه مشكلة التلقين التي ستستمر معه الى ان يتخرج من التعليم الاساسي، اذا المناهج تحتاج الى نظرة اخرى وطريقة التدريس ايضا والمدرس هو الاساس، ليس من الضروري اختلاق شماعات نعلق عليها الفشل والسبب الرئيس هو اننا لا ندرس الطلبة كما ينبغي والنتائج واضحة .

• هل هناك علاقة لنظام الترفيع التلقائي في الصفوف الاولى بهذا الوضع؟
- بالنسبة للترفيع التلقائي، لا ادري؟ هل الأمر متعلق بنفسية الطالب، لكن الرسوب كان موجودا سابقا ولم يؤثر على نفسية الطالب، نحن  في هذه الحالة بحاجة الى سماع رأي التربويين في هذا الخصوص، ولا ادري ان كان بسبب الخوف من التسرب من المدرسة، فالطالب الذي لا ينجح ربما يسحبه اهله من المدرسة، وللأسف لا توجد متابعة من الاهل لأبنائهم في الصفوف الاولى.
اضافة الى ذلك، اعتقدت بداية ان "معظم من لا يحسنون القراءة والكتابة هم من الذكور، بسبب انخفاض مدى الالتزام  التعليمي في مدارس الذكور، ثم توقفت عن ذلك، لان كل او معظم من يدرس في الصفوف الثلاثة الاولى من الاناث، ونحن في وزارة التربية كنا نفكر في تأنيث صفوف اخرى، لان الالتزام لدى المعلمات اكثر من المعلمين ولم يحدث ذلك ونحن نتراجع منذ عام 1999.

•  هل يمكن ان تسهم اعادة امتحان الاعدادي  في فرز من يستطيع مواصلة الدراسة الاكاديمية، ومن لا يجتازه قد يغادر مقاعد الدراسة إلى سوق العمل؟
- سابقا كان هناك امتحان في السادس الابتدائي، وبدلا منه اصبح في الثالث اعدادي، بل كان يقسم الطلبة بعد الاعدادي الى صناعي وتجاري وكان ذلك بمثابة مصفاة، من اجتاز الثالث اعدادي يكمل ومن لم يجتز يذهب الى سوق العمل كانت تسمى مراحل بحسب سنوات  6  ابتدائي – 3 اعدادي  – 3  ثانوي الان  10  اساسي– 2 ثانوي ،  وفي الطريق انعدمت "المصافي".

•  هل من المجدي اعادة "المصافي"؟ 
-نعم وهناك من يطالب بالعودة الى نظام 6 – 3 – 3 مثل الدكتور سعيد التل، ولو بقينا في نظام 10 – 2 علينا ان نجري امتحانا في الصف العاشر يفرز الطلبة الى نوعين: من يستطيع المواصلة أكاديميا ومن لا يستطيع، ويجب أن يعرف الطالب وأهله ذلك دون خجل، وعلينا ان لا ندفن رؤوسنا في الرمال، ولكن علينا ايضا ان لا نترك الطالب الذي لا يستطيع مواصلة الدراسة الاكاديمية للشارع، بل علينا أن نوفر له التعليم المهني.
وهنا يجب ان نفرق بين التعليم المهني وبين التعليم التقني، فالأخير تعليم متقدم يركز على الامور التقنية، بينما التعليم المهني يبدأ قبل اتمام الدراسة الثانوية، لماذا نضيع سنتين من عمر الطالب في الصفين الحادي عشر والثاني عشر وهو الذي لا يستطيع المواصلة اكاديميا ويكسب الوطن سنتين نؤهل الطالب خلالهما لسوق العمل عند سن 18؟
الطلاب نوعان: نوع جاهز لسوق العمل، وآخر يكمل الدراسة التي يجب ان تقسم الى الاكاديمية والتقنية، وهذا يحدده حاجة سوق العمل لأن النوع الأدنى من المؤهلين ذهب الى التعليم المهني ... الدراسة التقنية ممكن أن تكون سنتين أو ثلاثا أو أربعا (بكالوريوس).

•  هل تدعو إلى إعادة النظر بمسارات الثانوية العامة؟. 
- أنا أدعو إلى إلغاء كافة المسارات وجعلها مسارا واحدا ولدي مشروع (ثانوية بمسار واحد وعشر مواد) .
وهنا علينا ان نسأل هل كل من درس في الجامعة وتخرج منها في تخصص الفيزياء او الرياضيات او اللغة العربية أو الشريعة يستطيع ان يكون معلما، الجواب "لا" كبيرة، وهل ما قمنا به لتعديل ذلك كان ناجعا، الجواب ايضا "لا" وفي مشروع التطوير التربوي عام 1988 تم ارسال كل المعلمين صغارا وكبارا للحصول على دبلوم التأهيل التربوي.
الصحيح أن "الحصول على دبلوم التربية يجب ان يكون قبل المباشرة في التعليم، وعندما قررت وزارة التربية ان يكون الدبلوم (كلية المجتمع) هو الاساس في التعليم وصل عدد الكليات الجامعية المتوسطة الى 65 كلية ثم اوقفت وزارة التربية تعيينهم كمدرسين، ومن ثم جاءت فكرة معلم للصف ومعلم للمجال، اعطي معلم المجال نصف مواده في الكيمياء مثلا والنصف الآخر في التربية فأصبح قليل التأهيل في التربية وقليل التأهيل في الكيمياء، ثم اوقفت وزارة التربية تعيينهم واكثر الطلبات في ديوان الخدمة الآن من معلمي المجال.
اذا التفكير رقم 2 كان خاطئا أو لم يحسن تنفيذه ما الحل؟ الحل هو ان يكون لدينا كليات للمعلمين أو دار للمعلمين، وهل كان قرار إلغاء دور المعلمين في الستينيات قرارا صائبا أم خاطئا؟ الرجوع عن الخطأ فضيلة.
 في جامعات العالم المتقدمة توجد كليات للمعلمين، جامعة كولمبيا وهي من اكبر جامعات العالم فيها كلية للمعلمين وهي التي تأتي لتؤهل معلمينا في بعض الدورات.

• ما هي اقتراحاتك للحد من العنف الجامعي؟.
- الحد من العنف الجامعي يكون عن طريق ملء وقت الطالب من خلال تكليفه بالقيام بمهام، طلبة الكليات العلمية المتقدمة لا يجد الطالب فيها الوقت لتحضير ما عليه فما بالك للشجار؟ يجب علينا اعادة النظر في المناهج والتخصصات وطرق التدريس.

• نعاني من مخرجات التعليم العالي بتخريج طلبة بتخصصات راكدة لا سيما في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهناك حاجة الى انشاء تخصصات جديدة، ولماذا يتم إضاعة أربع سنوات من عمر الطالب واهدار المال لنخرج طالبا لن يجد فرصة عمل في تخصصه؟
- بداية لا يجوز أن نتحدث عن جامعات او تعليم عال بدون انسانيات مثل الفلسفة والشعر والموسيقى والأدب، اذا اقتصرنا فقط على تدريس مواد علمية اصبحت الجامعات مراكز بحث علمي وليست جامعات، السؤال: هل نحتاج لدخول 50 الف طالب للجامعات بمختلف التخصصات الاكاديمية، الجواب لا نحن نوجه للتعليم الاكاديمي اعدادا اكثر من اي دولة اخرى، ونحن في ذلك سواء في دول العالم النامي فكل من حصل على معدل 65 % في التوجيهي قبل في الجامعة، هل تريد الدولة هذا الامر؟
هناك دراسة للبنك الدولي نفذت عام 2007 او 2006 تتوقع عام 2017 ان يوفر الاردن 90 ألف مقعد جامعي، نحن في الواقع حين نقبل في الجامعات الرسمية نحو 50 ألفا ولا أدري ما عدد من قبلوا في الجامعات الخاصة والبرنامج الموازي، من الممكن ان نحقق توقعات البنك الدولي هذا العام، وهذه كارثة كبرى.
اعتقد ان وجود 3 آلاف طالب بمعدل يزيد على 95 % في التوجيهي أمر غير حميد، ويجب على وزارة التربية إعادة النظر في هذا الامر، ليس انتقاما من الطلبة، ولكن ليس من المنطق ان يكون هناك طلبة بمثل هذه المعدلات وبمثل هذه الاعداد، لانك ان رفعت التوقعات عليك تحقيقها في نظام يعمل على تطوير القوى البشرية، لا فرق بين من حصل على معدل 96 وبين معدل 100 كلاهما في تصنيف العلامات أ+، ولا تستطيع ان تقول لمن حصل على اعلى تصنيف علامات اريد من حصل على علامة اعلى من علامتك  ليدرس الطب مثلا، وعندما تنقل الذي حصل على معدل 96 من رغبته الاولى الى الثانية او الثالثة تخلق عنده حالة من الاحباط، ربما ينجح في خياره الثالث ولكن سينجح أكثر في خياره الأول.
يجب ان لا يتوجه الى الجامعات 80 % ممن يتوجهون إليه الآن، يجب ان تخفض هذه الاعداد تدريجيا، وللاسف الشديد الغي او اوقف التوجه الذي نفذناه عام 2010 بتخفيض اعداد المقبولين في الجامعات بنسبة 10 %، ففي السنة التي تلتها اعيدت نسبة الـ 10 % لا بل اضيف اليها 20 % والعام 2013 قبل جميع من حصلوا على معدل 65 %.
علينا ان نضع خططنا ونرسم توجهاتنا من خلال الدراسات، ارسل لي الدكتور عبد الله عبابنه كما من الدراسات للعام 2012 و2013  صادرة عن المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الذي لا يذهب اليه احد ولا يستفيد منه احد، لماذا لا نقرر مثلا الاعلان عن وقف تعيين في مجال معين بعد مدة محددة او تحديد اعداد قليلة للتعيين، كما فعلت فنلندا مثلا.
قد يقول شخص إن بإمكان الخريج في تخصص لا توجد له فرصة عمل العمل في الاردن التوجه للخارج، نعم لكن الوطن لم يستثمر فيك حتى تغادره بل حتى تبقى وسوق العمل في الخليج لم يعد كما في السابق، علينا ان ننافس بالمستوى، وعلينا الانتقال من الاعتماد الى الاعتماد وضمان الجودة لادامة النهضة في بلدي والمنافسة في سوق لعمل في الاسواق المجاورة.
علينا ان نوجه الدعم للجامعات الناشئة والجامعات المتميزة، فانشاء الجامعات الرسمية مسؤولية الدولة ودعمها ماليا ايضا، وعلينا زيادة المخصصات للتعليم العالي والجامعات الرسمية، فدراسات البنك الدولي تقول اننا لا نخصص اموالا للتعليم العالي بالقدر الكافي.

• ما هي المشاكل التي تسببها زيادة أعداد المقبولين في الجامعات؟
- عبء على البنية التحتية وعلى الأساتذة زيادة الاحتكاك بين الطلبة ما يزيد احتمالية العنف انخفاض في مستوى نوعية الطلبة، والعنف الجامعي لا شك لدي بأنه ناجم عن زيادة أعداد الطلبة وقلة التواصل للطالب مع المدرس.
التعليم الجامعي ليس هدفا بذاته يجب ان يكون لدينا خطة والقبول بناء على الحاجة.

•  هناك من يدعو الى اعادة النظر في سياسات القبول ومنها اخراج الطب من القبول الموحد؟
إخراج أي شيء من القبول الموحد هو دعوة للتدخل في القبول، وهذا باب يجب ان يبقى مغلقا، الى ان يجد الاردن البديل المناسب لنظام القبول نظاما عاما جامعا.

• سبق وان طرح موضوع السنة التحضيرية في الجامعة لكل من يرغب بدراسة الطب وطب الاسنان والصيدلة والعلوم والزراعة والتمريض؟
 نعم بشرط ان نقبل في السنة التحضيرية اعدادا ضعف الحاجة لكليات الطب وطب الاسنان والصيدلة، ونأخذ لهذه الكليات اعلى العلامات والباقي يذهب الى العلوم والزراعة مثلا، ولكن في هذه الحالة يكون الطلبة استوفوا شروط القبول ابتداء. 
علينا اذا طبق هذا الامر متابعة علامات الطلبة والمقارنة بين علامات الثانوية والعلامات في السنة التحضيرية. 
لماذا من دخل الى الجامعة بمعدل  95 % ونزل إلى 65 % بعد السنة التحضيرية، ما هي الأسباب؟؟ هل هو الانتقال من جو إلى آخر ومن الدراسة في لغة الى الدراسة  بلغة اخرى؟ وكأني اقول ان هذا النظام سيعمل ضد صالح من يدرس في المدارس الحكومية، لانها تدرس في اللغة العربية ما سيؤدي الى خروجهم لدراسة الطب خارج البلاد، طبق نظام السنة التحضيرية في عهد الدكتور عبد السلام المجالي، لكنه اوقف لانه لا يتناسب مع مجتمعنا، علينا ان لا ندخل المقابلة في عملية القبول الموحد الى حين ايجاد صيغة جامعة.
طرحت مؤخرا مشروع  مسار واحد للتوجيهي مع ستة حقول، بمعنى اذا كان لدى الطالب رغبة لدراسة الطب هناك اربع مواد اجبارية العربي والدين والانجليزي ومادة اخرى و6 مواد توزع بناء على حقول العلوم الطبية او العامة او العلوم الطبية او الهندسية.
لا يلتحق الطالب بكلية الطب مثلا إن لم يدرس المواد المتعلقة بالطب، والتجهيز لذلك يبدأ من الصف الحادي عشر .. 10 مواد في سنتين وتمتحن بالمادة ولا تعود للمادة التي امتحنت بها في صف 11 في صف 12، ويذهب التوجيهي كهيبة، تستطيع جعل هذه الامتحانات محوسبة.
نستطيع ان نسيطر على عملية الغش في امتحان التوجيهي، وعلينا معاقبة من يساعد على الغش وكشف من يتوسط لهم حتى نردعهم.
يجب ان تكون هناك عدالة من خلال المساواة والقدرة الجامعة، يجب أن تكون متوفرة للطالب الذي يملك عقلا ولا يملك مالا، طرحنا فكرة إنشاء بنك لإقراض الطلاب الجامعيين المحتاجين بضمانة هوية الطالب فقط، لأنه لو كان لديه ضمان عقار أو غيره لما لجأ للاقتراض، القرض يجب أن يكون دون فوائد مع سنتي مهلة للسداد بعد التخرج وأولوية في التعيين للمقترضين، لكن لم يسعفني الوقت لإنجاز هذا المشروع.
يجب أن يختلط الطلاب.. أهل الجنوب والوسط والشمال، وضعنا نظاما للمنح والقروض تضمن 1000 منحة لأبناء الوسط والشمال للدراسة في الجنوب، تضمن دخلا لجامعات الجنوب والاختلاط المجتمع والاختلاط بين الطلبة.
وعكسنا الأمر لنشجع طلبة الجنوب للدراسة في المفرق مثلا، ولا يجوز ان يكون الطلبة والمدرسون ورئيس الجامعة من نفس المحافظة هذا يتنافى مع فكرة الجامعة اصلا. 

•  هل هناك علاقة بين الاستثناءات في القبول والعنف الجامعي؟.
-انا ضد كلمة استثناء، مثلا هل أوائل الألوية والمحافظات استثناء، اما بالنسبة لمكرمتي الجيش والمعلمين، لو ترك أبناء القوات المسلحة والمعلمين ضمن التنافس الحر لحصلوا على نفس المقاعد، وهذا بناء على دراستين نفذتا عامي 1997 و2010، لا بل انهم سيحصلون على مقاعد أكثر في أغلب التخصصات.
نحن بهذه الحالة نتحدث عن مكرمة مالية لا مقاعد وليست استثناءات، مكرمة أبناء المخيمات ضرورة أن تبقى للأوضاع الدراسية والمعيشية لأبناء المخيمات.
المساواة والقدرة على الولوج يجب ان تكون حاضرة مثل المقاعد المخصصة للسيدات في الانتخابات البرلمانية والبلدية، والتخصيصات يجب أن تكون دينامية متحركة احيانا من يريد ان ينتقد نظام القبول لا يجد شماعة غير سياسات القبول، رغم وجود قضايا أهم مثل الحوكمة الجامعية الرشيدة وقضايا التمويل. علينا أن نوفر وظائف لمن حاز على شهادة المدرسة وأكمل الثانوية دون أن يجتاز امتحان التوجيهي، الذي هو امتحان للقبول.
taiseer.alnuaimat@alghad.jo
@alghadnews