التحف السنية في وأد مشروع المجانية

التحف السنية في وأد مشروع المجانية
بقلم الشاكر لفضل ربه وليد المعاني المعروف بإبن سالم صقر

عندما كتبت عدة مقالات متتالية في صحيفة الغد عن موضوع في غاية الأهمية، وهو إتاحة الفرص للأردنيين أصحاب العقول الكفؤة للإلتحاق بالتعليم العالي مجانا ضمن البرنامج العادي وعلى اسس تنافسية، كنت اعتقد مقتنعا انني ألمس شغاف قلوب الناس اللذين لا هم لهم اكبر من هم تأمين مستقبل اولادهم. 
وكنت اعتقد كذلك ان هذه الدعوة ستلاقي استحسان الكثيرين من المدافعين عن العدالة وتوفير الفرص والمساواة، ومن اللذين ينادون يوميا بالتخفيف عن المواطن العادي وابن الطبقة المتوسطة المتآكلة. ولكن هذا لم يحدث، فلا صحفي يكتب في امور التعليم ولا اخر من كتاب الإقتصاد ولا من مئات الأخرين من خبراء التعليم العالي من وجد من المناسب دعم هذا بمقال، او حتى جملة شاردة او بنقاش لهذه الفكره. وعلى العموم لم يكن هذا مستغربا فهذا طبع جبلنا عليه، فما دامت الفكرة لا تقع ضمن اولويات وتوجهات الشخص فهي لا تعنيه، وللبيت رب يحميه. 
ولكن الغريب ان بعض الأشخاص تحدثوا ضد المشروع، وهو أمر محير، فهم اساسا من الطبقة المتوسطة وكنت اعتقد ان همومها تعنيهم، غير ان الأمر يبدو غير ذلك،فهم يريدون تشريع البرنامج الموازي ليصبح هو الأساس ولا شبهة فيه، ومنهم اللذي يريد اقراض الناس اموالا يسددونها بعد التحاقهم بالعمل ( وهو مشروع قديم تحدثت فيه شخصيا عام ٢٠٠٩ ثم وجدته غير مجد لعدم وجود فرص العمل: بنك الإقراض الطلابي)، إلى الذي ي يتعلل بمالية الدولة وعدم قدرتها على تحمل العبء، ثم يستدرك ويقلل من إمكان تطبيق المشروع بالبدء - عند الحديث عنه - بالقول انه سيمول من ضرائب تفرض على الناس ( وهو طرح كفيل بقتل أي فكرة) ويحدد نسبها في نهاياتها العظمى، دون ان يشرح كيف ومتى ولماذا؟ ولا يقدم حلولا بديلة ليمكن لأهله وذويه ان يتدبروا أمر تدريس ابنائهم. كأني بالمتحدثين لا يريدون ان يتم الأمر، وكأنهم لا يعنيهم ما يحل بهؤلاء. 
  • ان الأحاديث الأكاديمية النظرية شيء جميل ضمن القاعات الجامعية، وهي نفس الأحاديث التي تكررت في الإستراتيجيات و التي اوصلت التعليم العالي لما هو فيه، وقد آن الأوان لأحاديث عملية تأخد بعين الإعتبار عموم الناس وليس فقط اللذين أنعم الله عليهم

No comments:

Featured Post

PINK ROSE