عندما يصبح كل شيء مسموحا

عندما يصبح كل شيء مسموحا

عندما يعتدي الناس على شرطي سير وهو يقوم بواجبه، فلابد ان هناك خطأ ما.

و عندما يعتدي الطالب على معلمه، ويعتدي الأهالي على المدرسة وعلى مديرها و معلميها، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما يقتحم طلبة جامعيون حرم كلية، معتصبين بعصائب توحي بمايعتصب به أفراد التنظيمات العسكرية، فلا بد ان هناك خطأ ما.

وعندما يترك الطبيب مريضه دون رعاية ولا يجد من يحاسبه، وعندما يمارس خارج اختصاصه ولا يجد من يحاسبه، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما تتوقف السيارات تحت مبررات عديدة، وقوفا مزدوجا، وتعطل المرور وتغلق الشوارع، و لا تجد من يحاسب سائقيها، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما تخسر الشركات المساهمة العامة بغزارة، دون ان يتكرم رئيس مجلس الإدارة او المدير العام بمخاطبة عقول المساهمين مبررا، وعلى الرغم من ذلك يبقى مديرا ومسؤولا يمارس إنجازاته الماليه، فلابد ان هناك خطأ ما.

وعندما تأخذ شركة عقارية أموال الناس لتبني لهم بها بيوتا، ثم نكتشف ان البيوت لم تبن او لم تكتمل، ولا يجد من يلجأ اليه من اشترى و سرق ماله، ويبقى ينظر في الفضاء دون أن يخرج اليه احد ليقول له حرفا، فلا بد أن هناك خطأ ما.

وعندما يصبح طلاب الجامعات و موظفيها، أساتذة فيها، و تصبح هي مدارس كبيرة، فلا بد ان هناك خطأ ما.

وعندما تتحول المستشفيات التحويلية والجامعية، الى مستشفيات عامة أشبه ما تكون بالمراكز الصحية، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما يقوم الناس بتكسير كاميرات المراقبة والسرعة، ليتيحوا المجال لمن يريد مخالفة القانون بأن ينفذ بفعلته، فلابد أن هناك خطأ ما.

وعندما لا نتوقف لنسأل لماذا ينقل جارنا اثاث منزلة في سيارة ولا نتوقف لنسأل، فلابد ان هناك خطأ ما.

و عندما لا نشك في من يفرغ حمولة في منتصف الليل من سيارة لسيارة، فلابد ان هناك خطأ ما.

وعندما يدعى المنادي بتطبيق القانون حنبليا، و الساعي للعدالة مثاليا غير واقعي، فلابد ان هناك خطأ ما.

عندما لا يجد المخطىء من يحاسبه، ولا المسؤول من يسائله، وعندما يعتقد الناس ان الإلتزام ضعف، و أن البلطجة هي الطريق، فعندها يصبح كل شيء مسموحا. وعندها يتشظى المجتمع ويتفتت، ويستقوى فيه الأشقياء على الأخيار، و اللئام على الكرام.

No comments:

Featured Post

PINK ROSE