جريدة الدستور || امتحان الثانوية العامة بصورته الحالية لا يفي بالغرض المطلوب ولا بد من تعديل طريقته

 إمتحان الثانوية العامة بصورته الحالية لايفي بالغرض المطلوب ولابد من تعديله


في حديث خاص لـ»شباب الدستور» مع الاستاذ الدكتور وليد المعاني الذي تولى العديد من المناصب الحكومية ومنها وزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم ووزير الصحة اضافة الى تاريخه الأكاديمي العريق وانجازاته خاصة حين كان رئيسا للجامعة الأردنية تحدث الدكتور المعاني حول العديد من القضايا الاكاديمية والتعليمية والتربوية والشبابية بشفافية وصراحة عرفت عنه.. ففي حديثه حول امتحان التوجيهي قال ان الامتحان بصورته الحالية لا يفي بالغرض المطلوب ولا بد من تعديل طريقته بحيث تكون على نسق الطريقة التي وافق عليها مجلس التربية عندما تشرفت برئاسته عام 2009، وهي أن يتكون الامتحان من مجموعتين من المواضع يتقدم الطالب للإمتحان فيها على مدى سنتين.

ووصف الواسطة والمحسوبية بأنهما من أهم الأسباب التي تؤدي للإحباط لدى الكثير من الشباب المؤهل ومن هنا فانه مع ضرورة أن يبقى القبول في الجامعات بيد « القبول الموحد»، لأن تركه للجامعات سيؤدي الى الواسطة ومزيد من الضغوط الشعبية على تلك الجامعات.

كما كرر موقفه الرافض لفكرة إنشاء جامعة طبية خاصة وذلك حفاظا على السمعة المرموقة لتدريس الطب في الأردن.

وأشار الى ضرورة توحد جهود الشباب في جبهة واحدة لدعمهم وإشراكهم في نشاطات الدولة لأن ذلك سيؤدي لزخم في الحراك الشبابي.

وفي ما يلي النص الكامل للحوار:


ما هي أجمل المواقف التي مرت بك خلال رئاستك للجامعة الأردنية؟

من أجمل المواقف عندما شرف جلاله الملك عام 2001 الجامعة بتخريج طلبة الدراسات العليا، وافتتح مركز أثير للاتصالات ووضع حجر الأساس لكلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات.

ما اعرفه شخصيا ويعرفه الجميع انك تكره وتشمئز من الواسطة والمحسوبية لدرجة أن إحدى بناتك التحقت بجامعة خاصة عندما كنت رئيسا للجامعة الأردنية.. فما رأيكم في الواسطة والمحسوبية وكيف يمكن خلق آلية فاعلة لمعالجتها؟
اعتقد أن الواسطة والمحسوبية هما من أهم الأسباب التي تؤدي للإحباط لدى الكثير من الشباب المؤهل، فإن الاحساس بالقهر والظلم عندما يتم الحاق طالب بالجامعة تنافست أنت معه وكنت أحق منه بالدخول أو توظيف شخص أقل تأهيلاً منك، يولد (هذان الإحساسان) مشاعر غضب تنعكس على المؤسسة وعلى مديرها أو رئيسها وقد تنعكس على المجتمع ككل. ان محاربة هاتين الآفتين لا تتأتى إلا من تضافر الإرادة والجهود في كافة المؤسسات للتوقف عن تلبية طلب صاحبها وهي بحاجة لتوعية لدى النشء الجديد بحيث نصل لوقت يرفض فيه الشخص أن يستخدم الواسطة لتحقيق هدفه وهي حالة مثلى.

عرف عنكم حين كنت وزيرا للصحة وحين كنت وزيرا للتعليم العالي توجهكم للنهوض بمهنة التمريض.. فماذا تقترح من تعديلات على شروط قبول الطالب في كليات التمريض المختلفة من اجل تطوير هذه المهنة؟

اعتقد أن مهنة التمريض هي من أهم العوامل التي تؤدي لنجاح الرعاية الطبية، فالممرضة المؤهلة المدربة ضرورة من ضرورات كل مستشفى بغض النظر عن مستواه أو كل مركز صحي بغض النظر عن موقعه. واعتقد أن مهنة التمريض هي مهنة إنسانية مخصصة للإناث ولم أؤيد فكرة إلحاق الذكور بهذه المهنة في الكليات عن طريق التنافس المفتوح، وإنما لا مانع من تحديد نسبة لهم، وقد تبين لاحقاً مدى صحة هذا القول، فالبطالة بين الذكور من خريجي كليات التمريض هائلة، وهناك توجيهات الآن لإعادة النظر بأسس القبول في كليات التمريض، ولا بد هنا من وقفة للإشادة بجهود المجلس التمريضي الاردني على ما قدمه لهذه المهنة من رعاية وتوجيه وتنظيم، وعلى دور سمو الاميرة منى المعظمة في هذا الامر ورؤيتها الثاقبة فيه.

إن تقوية المكون العملي في تدريس التمريض ستؤدي الى رفع سوية الممرضة الاردنية لآفاق أعلى، ولا بد من التأكيد هنا أن الممرضات والممرضين الاردنيين ينتشرون في بقاع الأرض وفي أعرق المستشفيات الامريكية والبريطانية والايرلندية وغيرها، ناهيك عن انتشارهم في أقطار العالم العربي، وتعتبر كليات التمريض الاردنية من الكليات الرائدة في العالم العربي التي قدمت برامج ماجستير ودكتوراه في التمريض ولها علاقات مميزة مع أعرق الجامعات العالمية.


من خلال تسلمكم حقيبة وزارة التربية والتعليم.. ما رأيكم في امتحان الثانوية العامة من حيث الإبقاء أو عدم الإبقاء عليه أو إدخال بعض التعديلات لتطويره؟

اعتقد أن امتحان الثانوية العامة بصورته الحالية لا يفي بالغرض المطلوب، فمن الواضح أن هذا الامتحان لم يعد يهدف إلا كونه امتحان قبول للجامعة، وعليه فلا بد من إجراء تعديلات عليه تمكنه من تحقيق هدفه.

لا بد من بقاء هذا الامتحان، ولكن لا بد من تعديل طريقته على نسق الطريقة التي وافق عليها مجلس التربية عندما تشرفت برئاسته عام 2009، وهي أن يتكون الامتحان من مجموعتين من المواضع يتقدم الطالب للامتحان فيها على مدى سنتين. وهما مجموعتان احداهما تدعى مجموعة المواد العامة وهي مشتركة بين كل الطلبة ومجموعة المواد الخاصة وهي مواد محددة مسبقاً تختص بكل حقل من حقول العلوم المختلفة، كالحقول الطبية والهندسية والعلوم البحت.. الخ.

إن تقسيم الامتحان لعدد من المواد بحد أعلى 10 مواد مقسمة على أربعة فصول سوف يلغي رهبة الامتحان ولكنه يبقي عليه لأهميته.



كم مرة تسلمت حقيبة التعليم العالي؟

-
تشرفت بحمل حقيبة التعليم العالي ثلاث مرات، مرة في عام 2003 في حكومة دولة علي أبو الراغب، والاخرى عام 2008 في حكومة دولة نادر الذهبي، ونهاية عام 2009 في حكومة دولة سمير الرفاعي.

ما هو ترتيب الأردن عربيا وعالميا من حيث جودة التعليم العالي؟

لا اعتقد ان هناك موقعا للجامعات الأردنية في صورة التعليم عربياً وعالمياً محسوبا بطريقة علمية، ولكنْ، هناك انطباعات وطرق يجرى ترويجها من بعض الجامعات لا تعتمد الأسس العالمية. اعتقد انه عالمياًً لا زال الطريق أمامنا طويل ولكننا نتميز عربيا، واعتقد أننا نحتل المرتبة الأولى في ذلك بوجه عام.

ما دور وزارة التعليم العالي في ما يتعلق بالجامعات الحكومية والخاصة؟

واجب وزارة التعليم العالي الرقابة على الجامعات ومعاهد التعليم العالي في الأردن والتأكد من التزامها بالأنظمة والقوانين، إضافة إلى أنها في حالة الجامعات الحكومية تقر جميع البرامج وتنشئها عن طريق مجلس التعليم العالي وتعيين رؤساء الجامعات عن نفس الطريقة بالإضافة لإقرار الموازنات، أما بالنسبة للجامعات الخاصة فالأمر يقتصر على الموافقة على تعيين رئيس الجامعة.

هل هناك استقلال للجامعات إداريا وماليا؟

-
الجامعات مستقلة إداريا وماليا ولا يتدخل احد فيما يجري فيها فيما عدا تعيين رئيس الجامعة الذي يقوم به مجلس التعليم العالي، أما باقي الأمور فهي من اختصاص مجالس الأمناء والعمداء والجامعة وأنا أؤيد ذلك تماماً.



هل تؤيد استقلال الجامعات إداريا وماليا ومن حيث قبول وابتعاث الطلبة إلى الداخل والخارج؟

علينا ترك الجامعة تقوم بابتعاث طلبتها كما تريد حسبما ينص نظامها عليه، أما قبول الطلبة فيها فأعتقد أن الأمر يجب أن يبقى بيد وحدة تنسيق القبول الموحد، إن ترك أمر القبول للجامعات سيؤدي الى دخول الواسطة والضغوط الرسمية والشعبية لقبول هذا أو ذاك. وبالتالي فأنا لا أؤيد هذه الخطوة بتاتاً.

ما رأيكم في الموافقة أو عدمها من قبل الحكومة على ترخيص جامعات خاصة لتدريس تخصص الطب البشري؟

أنا ضد فكرة إنشاء جامعة طبية خاصة وقد رفضت ذلك وقاومته إن إنشاء مثل هذه الجامعة يخضع لشروط قاسية تم وضعها ولم يستطع احد تحقيقها. إن التشدد في هذا الامر ضروري حتى لا يجري في تدريس الطب في الجامعات الخاصة ما جرى في المواضيع والتخصصات الأخرى من تدن للمستوى، وبالتالي الإضرار بالسمعة العطرة والمرموقة لتدريس الطب في الأردن.

ما رأيكم لو تم إقرار مواد في الجامعات تعنى بالأعمال التطوعية بحيث يتم تدريسها نظريا وعمليا وترصد لها علامة؟

العمل التطوعي جزء هام من العملية التعليمية والتثقيفية وتوسع المدارك لدى الطلبة وهو جزء هام من تكوين شخصيته، وبالتالي فقد أنشأت عندما كنت رئيسا للجامعة الأردنية في نهاية التسعينات من القرن الماضي مكتب خدمة المجتمع وقرر مجلس العمداء 3 ساعات عمل تطوعي كمتطلب تخرج إجباري. وأي جهد في هذا جهد مشكور يجب تشجيعه وتطويره.

كانت لديكم توجهات خاصة فيما يتعلق بالدراسة عن بعد.. فما رأيكم بهذا النوع من الدراسة من حيث الجدوى ونوعية الخريج؟

الدراسة بالطريقة غير التقليدية ومنها الدراسة عن بعد أو الدراسة الالكترونية أو النظام الهجين في التعليم هي من الأمور المعترف بها الآن، والتي تزداد يوماً بعد يوم ولقد قامت وزارة التعليم العالي بتعديل نظام معادلة الشهادات ليسمح بمعادلة شهادات درس أصحابها بطرق غير تقليدية، ولقد أوصى مؤتمر المناهج وطرائق التدريس الذي عقد في شهر حزيران عام 2009 بإدخال المواد التي تدرس بطرق غير تقليدية كما التعليم الالكتروني وما شابه في المناهج، وشكلت لجان لذلك تقوم بوضع الأسس اللازمة لذلك. وتضم الجامعة الهاشمية -الآن- المركز الأهم للتعليم الالكتروني في الجامعات كلها.

ما دور وزارة التعليم العالي في الحد من العنف الطلابي في الجامعات بالطرق القانونية والحضارية وإيقاف هذه الظاهرة إن جازت لنا تسميتها ظاهرة؟

العنف الجامعي هو نتاج التربية المنزلية والتربية المدرسية، مع بعض العوامل الأخرى كالفراغ وعدم انشغال الطلبة وعدم وجود علاقة بينهم وبين أساتذتهم، فهذه العلاقة مقطوعة وهناك حالة اغتراب لدى الطلبة، إن بعض الأمور الطارئة تؤدي لظهور العنف ومنها بالإضافة لما سبق التنافس في الانتخابات الطلابية لان الطلبة لم يتعودوا ولم يتعلموا ما هي الديمقراطية وكيفية قبول الرأي الآخر وتقبل الهزيمة. وكل هذه الأمور لا تتم الا بالتوعية وبإدخال مواد تعلم الحوار والنقاش في الجامعة وتعلمهم كيفية التحدث والاستماع.

ما رأيكم في إقرار الحصول على التوفل لطلبة الدراسات العليا كشرط للتخرج وليس القبول؟

لا شك أن جعل امتحان التوفل امتحان تخرج هو خطأ كبير ويجب الإبقاء على الأمر كامتحان قبول. إن الطلبة الذين يرسبون في الامتحان وهم على مقاعد الدراسة سيكونون مجموعات ضغط لانجاحهم أو ابدال الامتحان بمواد لغة تعرف بتدني مستواها.


لو قدر لكم أن تصبح رئيسا للوزراء.. ما هو طموحكم في ما يتعلق بالشباب وتعزيز دورهم في خدمة المجتمع وبناء الوطن ومؤسساته العامة والخاصة؟
الشباب عماد الأمة وعلى ظهورهم سيقوم المستقبل، وعليه فإن توحد الجهود في جبهة واحدة لرعايتهم وإشراكهم في نشاطات الدولة سيؤدي إلى زخم في الحراك الشبابي ويمكن من خلال ذلك تمثيلهم في اللجان التي تقرر شؤون المجتمع الذي يشكل الشباب الجزء الأكبر منه ويجب سماع ما يقولونه.


  3/8/2011  حديث خاص لملحق شباب الدستور

Featured Post

PINK ROSE