المهاجرون واللاجئون

المهاجرون واللاجئون
في محاضرته قبل عدد من الشهور، في مركز الحسين الثقافي قال عضو مجلس الشيوخ البرازيلي، الإقتصادي المميز، و المفكر الإجتماعي البرفيسور كريستوفام بواركيه، ان هناك بحارا غير مرئيّة تفصل بين الناس في المجتمعات المختلفة، بل داخل البلد الواحد و المدينة الواحدة.

حواجز غير مرئيّة بين الغني والفقير وبين المتعلم والجاهل. هناك فقراء كثيرون في الدول الغنية، و أغنياء كثيرون في الدول الفقيرة. وعليه فالعالم الأول هو المكون من الأغنياء والعالم الثالث هو المكون من الفقراء ، وأسوأ هؤلاء هم من ينطبق عليهم العالم الثالث (الفقير) و يقطنون في العالم الثالث ( الجغرافي).

لماذا يعبر الناس البحار المرئية وغير المرئية؟ كان جوابه هو البحث عن حياة أفضل، و قد يعبروا هذه الحواجز و بصعوبة احيانا، ولكنهم لن يجدوا بالضرورة، ما اجتازوا البحر أو الحاجز من أجله، فيعيشون غرباء في مجتمعهم الجديد، مكروهين و منبوذين.

لماذا لا نبقيهم في أوطانهم الأصلية؟ تساءل الضيف. و ذلك بتذليل الأسباب التي دعتهم لمغادرة اوطانهم. يقترح المتحدث تمويلا مشروطا و موجها، يعطى لهولاء الناس لبناء مدارس لأولادهم و مصحات لهم. مشاريع منتجة لهم، بحيث تتحسن الحال وتنتفي الحاجة للرحيل.

وعلى الرغم من جمال وإنسانية الفكر، فليس كل من غادر وطنه عبر بحر مرئي أو غير مرئي، غادره بسبب حاجة اقتصادية أو فاقة. الكثيرون غادروا اوطانهم المستقرة المنتجة نتيجة الحروب وعمليات التهجير القسري، و بالتالي لم يكن لهم يد في اتخاذ قرار الهجرة. هؤلاء غادروا خوفا عَلى حيواتهم.

ان إعطاء أموال لهؤلاء و فتح مدارس لأولادهم و إنشاء مشاريع صغيرة لأمهاتهم، لن يعيدهم لأوطانهم لأن العودة اليها ليست بيدهم على الإطلاق. قد يتم هذا في دولة " عبور" تقع بين ما كان و بين ما يرغب فيه. أغلب هؤلاء يرغبون العودة لبلدهم إن سمح لهم بذلك، على عكس المجموعة الأولى الذين لا يرغبون و لا يريدون العودة، بل يريدون الإستمرار في الرحلة حتى لو ماتوا في الطريق.

الفئة الأولى فئة المهاجرين وقد غادروا بإرادتهم بعض النظر عن السبب، و الفئة الثانية لاجئون تَرَكُوا ديارهم قسرا دون رغبة منهم، و سيموتون وهم يحلمون بالعودة اليها، بإغراء أو بدونه.

No comments:

Featured Post

PINK ROSE