هكذا الميكاد قد علمنا.....

هكذا الميكاد قد علمنا.....

يحب الاردنيون جلد الذات، فيقارنون انفسهم باليابانيين، كم هم نشيطون يعملون كالنمل، مخلصون لمؤسساتهم، يحترمون بعضهم قولا وفعلا، يبجل صغيرهم كبيرهم.

يلوم الاردنيون غيرهم على كونهم يقعون على نقيض اليابانيين و لا يعلمون انهم هم انفسهم السبب.

الياباني ان اشتغل في شركة نيسان يتوقع ان يعمل ابنه و حفيده في نفس الشركة و يعتبر انتقاله للعمل في شركة هوندا خيانة، المدرسة اليابانية تقتضي ان تحضر الام الدروس مع ابنها ان هو قصر، لأن من واجبها تدريسه ورعايته.

اليابانيون يتحملون المسؤولية و يقدسون الواجب الملقى على عواتقهم، و بالتالي لا يحتملون التقصير في اداء الواجب. المقياس هو ضميرهم وحسهم الوطني، فلا ينتظرون من يقول لهم عليهم القيام بواجباتهم، فهم يقومون بها تلقائيا، و إن تبين انهم مقصرون فلا ينتظرون بل يعلنوا مسؤوليتهم و يتنحون عن منصبهم لأن المفهوم لديهم منذ الصغر ان الواجب والمهمة مقدسان و الاخلال في اي منها هو الذل بعينه، و كم من ياباني قتل نفسه طعنا لأنه احس بالخزي والعار لعدم تأديته واجبه، و كم من مسؤول تنحى عند اول بادرة تقصير.

لا يجب فقط ان نقارن انفسنا و نتندر نظريا، ان كنا فعلا نحسدهم على ادائهم و انجازهم، فيجب علينا ان نعرف ان رقابة الاداء و الاخلاص في العمل هي رقابة ذاتية والاحساس بالتقصير و الندم احساس ذاتي، و لذلك فنحن مطالبون بذلك ان اردنا التشبه بهم.

قال حافظ ابراهيم في قصيدة " لا تلم كفي إذا السيف نبا"

ان قومي استعدبوا ورد الردى...كيف تدعوني الا اشربا
انا يابانية لا انثني عن مرادي... او اذوق العطبا
انا ان لم احسن الرمي ولم ...تستطع كفاي تقليب الظبا
اخدم الجرحى واقضي حقهم... و اواسي في الوغى من نكبا
هكذا الميكاد قد علمنا... ان نرى الاوطان اما و أبا.

No comments:

Featured Post

PINK ROSE