الشباب والمشاركة السياسية




  الشباب والمشاركة السياسية

  إن نضج الشباب يتطلب أولاً تزايد مشاركتهم السياسية كما يراها 
 المفكرون منذ أفلاطون القائل "إن إحدى عقوبات عدم اشتراك الفرد في 
 السياسة أن يحكمه من هم دونه". فالمشاركة السياسية ما زالت إحدى أهم
 وسائل نجاح الديمقراطية، وعلينا أن نذكر أنفسنا، امتثالا لهذا القول،
 أن ابتعادنا ونأينا بأنفسنا عن الشأن العام هو الذي أفضى إلى الحالة التي
 عشناها خلال العقدين الماضيين، والتي  ما زلنا نلحظ ضعفها يوماً بعد 
 يوم، والتي تفرض علينا أن نعمل جميعا لاصلاحها.

إني لا أبرىء النظام التربوي المعمول به بدءا من المدرسة وانتهاء بالجامعة من بعض المسؤولية نظرا لعدم تركيزه على تنشئة الجيل الذي يتعامل معه على الولاء والانتماء للوطن، وعلى احترام حقوق الإنسان وتقبل الرأي الآخر وتعميق مفهوم الحوار بدل اللجوء للعنف، ولا على الدفع باتجاه المشاركة الايجابية الفاعلة على الرغم من أن جيل الشباب يشكل أكثر من ثلثي المجتمع، وتنشئته تنشئة اجتماعية سياسية صالحة في الحياة الديمقراطية في الأردن مهمة الجامعة قبل غيرها، لكن الجامعات ما زالت تؤمن أكثر بدورها التعليمي المباشر بعيدا عن غيره من الأدوار.

وفي مواجهة ذلك يتطلب الأمر إعداد منهج ذي رؤية إصلاحية لتجاوز ذلك الفشل وتحسين الأداء وتطويره، ولعلنا عند الأخذ بذلك نساهم في دعم المشاركة السياسية للمواطن ونرتقي بأداء المجلس والأحزاب السياسية على حد سواء.

لكن الدور الأهم يتطلب الآن أن نعمل معا على تعزيز المشاركة السياسية والاستفادة من الانفتاح الذي نحظى به في تدعيم هذه الثقافة وتهيئة المواطنين للمشاركة وتوعيتهم بحقوقهم الدستورية. الأمر الذي يؤدي إلى تفعيل الحياة السياسية من جهة، وتعزيز المساءلة والرقابة من جهة أخرى. إذ لا بد من تعزيز ثقافة تعظم المشاركة وتفعل دورها. 

No comments:

Featured Post

PINK ROSE