ثانوية عامة بمسار واحد وعشـر مواد


ثانوية عامة بمسار واحد وعشـر مواد 
*
د. وليد المعاني
   
الأربعاء، 11 ديسمبر/كانون الأول، 2013

أثبتت التجارب والخبرات على مر العصور أن أقصر الخطوط هو المستقيم منها، وأن أنجع الحلول هو أبسطها، وكم من مرة قال الناس فيها: كيف لم نر هذا وهو أمام أعيننا؟.
أقول هذا كله كمدخل للخوض من جديد في ماراثون الإقتراحات والإقتراحات المضادة، والدراسات والدراسات البديلة، والإستراتيجيات المكملة، ولأقول بأننا يجب وكما يقول الأردنيون عندما يصيبهم الملل « دعونا نفض هالطابق».
ماهو الخطأ في، وماذا سيضيرنا لو صحونا غدا، وكانت الثانوية العامة بمسار واحد؟؟؟ الجواب لاشيء.
ماذا سيضيرنا لو أن مواد الثانوية العامة تم توحيدها لجميع الطلبة: عشر مواد؟ الجواب لاشيء.
 
ماذا لو قسمنا هذه المواد لمجموعتين واحدة إجبارية تبحث في الهوية والوطن ومهارات الإتصال، والأخري إختيارية يختار منها الطالب ما يروقه ومايحبه وما يريد أن يختص فيه وما تطلبه الجامعة كشرط للإلتحاق بها؟؟ الجواب لاشيء.
إذن لماذا لانفعل ذلك بعد غد؟؟؟
أولا: أقدم لكم مقترحا محددا قابلا للتطبيق، يحتاج لجلسة واحدة من مجلس التربية لإقراره لأنني أعتقد أن لا خلاف عليه،وهو حسب علمي مقبول من الطلبة وذويهم ومن المعلمين ومن التربويين..
1) الثانوية العامة هي إمتحان لقياس تحصيل الطالب ويتم في نهاية المدة المقررة للدراسة ضمن التعليم العام.
2) لقياس تحصيل الطالب يمتحن في 10 مواد:
أ. مجموعة المواد الأساسية وهي أربعة مواد إجبارية يدرسها جميع الطلبة دون إستثناء:
-- اللغة العربية
-- اللغة الإنجليزية
-- التربية الدينية
-- التربية الوطنية
ب. مجموعة المواد التخصصية، وهي مجموعة إختيارية يختارها الطالب من ضمن عدد من المجموعات، وتحتوي كل مجموعة على ستة مواد لها إرتباط بحقل معرفي معين، وكمثال على الحقول:
-- حقل للمجال الحيوي والطبي والصيدلاني وماشابهه وفيه ست مواد.
--  حقل للمجال الإنساني والإجتماعي وماشابهه وفيه ست مواد.
--  حقل للمجال الهندسي والحاسوبي وما شابهه وفيه ست مواد.
-- وغيرها......
ويحدد هذه الحقول لجنة مشتركة من مجلسي التربية والتعليم والتعليم العالي. وعلى هذا الأساس لايجوز الإلتحاق بتخصص معين في الجامعة من ضمن حقل معرفي معين إلا إن كانت مواده قد تمت دراستها في المجموعة المعينة.
3) تعتبر السنة الدراسية الأخيرة والسنة التي تسبقها، هي الفترة الزمنية المحددة لدراسة المواد العشرة وتقديم الإمتحانات فيها (الصف 11 والصف 12).
4) تدرس المواد العشر، خمسا في كل سنة، وينتهي الطالب من المادة في أي من السنتين ويتم إمتحانه فيها، وتقسم الإمتحانات بين السنتين: خمسا في كل سنة، ولا يجوز أن تعبر مادة بين السنتين، فالمادة تبدأ وتنتهي في نفس العام الدراسي، هي وإمتحانها.
5) تصدر المدرسة التي تخرج منها الطالب شهادة تسمى شهادة إكمال الدراسة الثانوية، وهي شهادة لا علامات فيها، ولا نجاح أو رسوب. أي انها شهادة تقول أن هذا الطالب قد أنهى مرحلة الدراسة الثانوية. وهي الشهادة التي يتم على أساسها تشغيل أو تعيين من نريد منهم أن يكونوا مؤهلين لهذا الحد من الدراسة. لأنه على هذا المستوى من التأهيل لايوجد ضرورة لبيان النجاح أو الرسوب، إذ أن الهدف هو التأكد من معرفة القراءة والكتابة وما شابه ذلك. فما الفرق بين من رسب بـ59% ومن نجح ب 60% للوظيفة المعنية.
6) يتحتم على ديوان الخدمة المدنية أخد ما ورد في (5) أعلاه بعين الإعتبار.
7) يعطى الطالب وثيقة منفصلة بكل مادة نجح فيها، وعلامته التي حصل عليها، وقد تكون وثيقة الكترونية محمية (يمكن للطالب أن يستخدم هذه الوثائق للإلتحاق بجامعات تعتمدها).
8) ويعطى الطالب بعد إنتهائه من أداء الإمتحانات في المواد العشر كلها، شهادة رسمية تسمى شهادة الدراسة الثانوية العامة الأردنية، رصدت فيها المواد التي درسها، والحدود الدنيا والعليا للنجاح فيها، والعلامات التي حصل عليها، ويحسب له معدل من مائة يكتب رقما وكتابة، ويوقع الشهادة من ينص عليهم القانون، (تسنخدم هذه الشهادة في الدول والجامعات التي تشترط وجود وثيقة مجمعة للإلتحاق بالجامعة).
9)  تبدل المناهج والمقررات الدراسية بما يتفق مع المواد المحددة في حقول المعرفة، وأهداف التعليم الحديث، وتستخدم التقنيات واساليب التدريس الحديثة ما أمكن، وتختصر المناهج ويزال الحشو واللغو الموجود فيها، وقد يقتضي الأمر العودة رجوعا في المناهج بحيث تخدم مناهج الصفوف الأساسية المناهج الجديدة.
10) يختار من المعلمين أكثرهم كفاءة للتدريس في الصفين 11 و12.
ثانيا: يمكن الإضافة لهذا المقترح المتكامل، إضافة أكثر جرأة وطموحا، وهي كالتالي:
1)  تضاف سنة ثالثة عشرة للتعليم العام.
2)  تستخدم السنوات (12 و13) لتنفيذ البرنامج أعلاه، وتسمى (الصف التحضيري الجامعي).
3) تعتبر المواد التي تدرس في أي من الصفين (12 و13) موادا من نوع مواد (101) الجامعية وتعادل بها، ويعفى الطالب الجامعي منها، ولا تعاد دراستها بعد الإلتحاق بالجامعة، وتعتبر مواد جامعية من ضمن الخطة الدراسية، ولكن لا تحسب علاماتها ضمن المعدل الجامعي.
4)  يستخدم الصف الحادي عشر الحالي لتحضير الطالب للسنتين التاليتين.
5) يختار من المعلمين أكثرهم كفاءة للتدريس في الصفين 12 و13.
ثالثا: ينتج عن تطبيق المقترح الإضافي ما يلي:
1)  سيلتحق بالجامعة طلبة أكثر نضجا.
2)  سيتم توفير كلفة دراسة السنة الجامعية الأولى على الطلبة.
3)  لن يلتحق طلبة بالجامعات الرسمية في السنة التالية لتطبيق الخطة (لعدم وجود خريجين)، وبالتالي سيتم تقليل عدد الطلبة في الجامعات في تللك السنة بمقدار الربع، وهي سنة لإلتقاط الأنفاس لمعالجة العنف الجامعي في ظل وجود أعداد معقولة من الطلبة.
4)  لن يتخرج على مستوى البكالوريوس بعد 4 سنوات من تطبيق المقترح الأضافي أي طالب في تلك السنة وبالتالي سيخف الطلب على الوظائف ويعطي فرصة لمعالجة أمور البطالة.
5)  أن تقرر البدء في منتصف العام القادم، يكون الصف 12 الحالي هو الجزء الأول من (الصف الجامعي التحضيري) بعد تعديل مناهجه، وعليه لن يكون هناك إمتحان ثانوية عامة في العام القادم.
رابعا: يبقى القبول في الجامعات على أساس المعدل المسجل في شهادة الدراسة الثانوية لحين إيجاد بديل يتفق عليه الجميع.

7/12/2013
وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق

No comments:

Featured Post

PINK ROSE