,وكالة عفرا الاخباري || المعاني .. وزير المريول الأبيض !


 عِفرا - ربما وحده من امتلك الجرأة للقول ان نسبة كبيرة من موظفي وزارة التعليم العالي "اميون "، كان ذلك عندما تسلم الدكتور وليد المعاني مفاتيح الوزارة في وقت سابق، فهل ما زال عند قوله وهو يقود اليوم مركب الوزارة المعنية بتسيير قطار التعليم العالي والبحث العلمي في بلد يضم على أرضه اكثر من خمسة وعشرين جامعة، ويمكن للعدد ان يزيد، بعد ان صار الاردن نقطة جذب علمية لعدد كبير من الطلبة العرب.
ويتذكر الاردنيون ان الدكتور وليد المعاني هو الذي عمل، في وقت مضى وهو على رأس وزارة الصحة، من اجل تشريع قانون يتعامل مع الاخطاء الطبية القاتلة، ويجرم مرتكبيها، لكن "المافيات " المتنفذة في هذه الزاوية او تلك، التي التقت مصالحها حول رفض القانون نجحت في اجهاض المشروع، وظلت الاخطاء الطبية القاتلة تسكن في غرف العمليات الصغيرة والكبيرة في مستشفياتنا .
يملك رؤيته الخاصة، في التربية، والتعليم العالي، والصحة، وغيرها، فقد تسلم الدكتور المعاني مفاتيح الوزارات الثلاث، مثلما تسلم مفتاح الجامعة الاردنية ومفتاح مستشفاها، ليكون قادرا ًعلى رسم الصورة من مختلف جوانبها، لكن "مراكز القوى " المستفيدة من غياب "التشريعات " الرادعة، لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى الدكتور وليد المعاني يذهب الى الحديث عن المسكوت عنه أو كشف المستور في الحياة الادارية والوظيفية في المؤسسات الحكومية التي يسعى البعض لطمس معالم الخلل البارزة فيها.
طبيب وسياسي يعرف اسرار العملية التربوية والاكاديمية جيداً، وخلال وجوده على راس وظائفه صار له خصوم كثيرون، بحكم اختلاف المعادلة السائدة، وبحكم حجم الضرر الذي قد يضرب هذا الاتجاه او ذاك، لكن ما يستفز الدكتور المعاني، وهو يجلس اليوم على راس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ان رؤيته وتطلعاته لا تجد لها مكانا ًبارزا ًفي فضاء الجامعة الاردنية، ام الجامعات في البلاد، وتبدو صورة الصراع الخفية او المعلنة بين الجامعة والوزارة ومجلس التعليم العالي واضحة لمن يريد معرفة اسرارها، والدكتور المعاني قد يكون اكثر العارفين بهذه الاسرار وهو الذي قاد مركب الجامعة لسنوات عديدة، ويعرف حجم "الوجاهة الاجتماعية " التي يحظى بها رئيس الجامعة في الاوساط الرسمية والشعبية.
المعاني الذي صار واحدا من رجالات عمان ونجوم صالوناتها، ربما بنظر اليوم بعين مختلفة لما يجري في اوساط المعلمين، ويعتقد طبيب الاعصاب ان الضغط يولد الانفجار، لكن الاردنيين يتذكرون ان انفجارات عديدة كانت تسببت بها قرارات الدكتور المعاني في المواقع القيادية التي شغلها من قبل .
ليس مهما ًكيف يفكر وهو يجلس هذه الايام بين زملائه في قاعة الاجتماعات بدار الرئاسة، أو في مكتبه في الوزراة ، وليس مهما ًكيف يتصرف وهو يرى ويسمع ما لم يعتد على رؤيته وسماعه من قبل، لكن الطبيب الذي اختار السياسة منهجا ً، لم يتخل تماما ًعن مريوله الابيض واستقبال مرضاه، لانه ما زال مؤمنا ًبان الكي ّهو آخر مراحل العلاج، حيث يصفه زملاؤه بانه يظل طبيبا ًحتى وهو يمارس وظيفة ادارية بعيدة عن اختصاصه الطبي الدقيق .

التاريخ : 2010/04/02

No comments:

Featured Post

PINK ROSE